2011-05-08


«المصرى اليوم» تكشف القصة الكاملة لهروب عناصر «حماس» و«حزب الله» من سجن المرج

Sun, 01/05/2011 - 18:17

<p>البوابة الرئيسية لسجن المرج.</p>
تصوير نمير جلال
إطلاق نار كثيف.. تتساقط الرصاصات فى بهو السجن الواسع.. التصق هو ورفيقاه فى الحجرة الضيقة بالحائط خوفاً من رصاصة طائشة تخترق النافذة وتسكن جسد أحدهم، تبادل ثلاثتهم النظرات، انسل من بينهم شيخ ستينى بدا أكثرهم جرأة يدعى حسن المناخلى، لجأ إلى ركن مظلم وراح يفكك سخان ماء كهربيا يصنعون فيه الشاى واستخرج من قاعدته هاتفاً محمولاً أعيا ضباط السجن الوصول إليه، وبعد مكالمة قصيرة، أومأ المناخلى (المتهم المصرى الثامن فى قضية حزب الله) برأسه فى إشارة ذات مغزى إلى رفيقيه أيمن إبراهيم وسلمان كامل، وعلى الفور شرع ثلاثتهم فى تحطيم باب الزنزانة مستغلين طفايات الحريق وقوائم الأسرة، تفهم بقية المساجين ما يحدث وفى غضون دقائق كان جميع نزلاء عنبر «التجربة» فى سجن المرج العمومى قد وصلوا إلى البهو الرئيسى مرددين بصوت عال «الله أكبر.. الله أكبر»، ظن المساجين فى العنابر المجاورة أنه احتفال بالحرية الوشيكة إلا أن أعضاء هذا العنبر فقط كانوا يعرفون مغزى هذا الهتاف.. إنه كلمة السر المتفق عليها.
فى مكان ثان، فى الوقت نفسه، وبينما يكبّر المناخلى ورفاقه فى بهو العنبر، وفى أحد ثمانية أبراج للمراقبة تحيط السجن المقام على 100 فدان، وقف المجند «محمد» ضاغطاً زناد بندقيته، يلف وجهه بمنديل مبلل بالمياه محتمياً به من دخان أسود خانق يهاجمه من خارج السجن، مجهولون أضرموا النار فى كميات كبيرة من قش الأرز وإطارات السيارات خارج الأسوار متخذين من أعمدة الدخان ستاراً يطلقون من ورائه الرصاص بشكل عشوائى على أبراج المراقبة.. وبرؤية نصف ضبابية، وخبرة عسكرية شبه معدومة، كان محمد ينتفض ذعراً كلما استمع لطلقة رصاص تئز بجوار أذنه، فتشتد سبابته على الزناد، مفرغاً خزان ذخيرته واحداً تلو الآخر فى قلب الضباب المحيط به.
فى مكان ثالث، وفى التوقيت ذاته، كان النقيب سيد عبدالكريم، أحد ضباط المباحث المنوط بهم تأمين السجن يضع سماعة الهاتف منفعلاً بعدما أخبره ضابط الاتصال فى الإدارة العامة للسجون بصعوبة إرسال الإمدادات والذخيرة المطلوبة لحماية السجن، يهرول الضابط إلى إحدى نقاط تمركز الجيش القريبة من السجن طالباً المساعدة ويعود بخفى حنين، يوقن أن جنوده لن يصمدوا طويلاً أمام الضغط القادم من داخل عنابر المساجين والهجوم الضارى بالأسلحة الآلية على أسوار السجن الخارجية.
هذه هى مشاهد هروب 504 سجناء يوم الأحد 30 يناير، من سجن المرج، وفق مدير العلاقات العامة لمصلحة السجون، والذى ظل لغزاً عصياً على الفهم فيما كان تدبيراً محكماً لتهريب المساجين، لاسيما السياسيين منهم حسب النتائج التى توصل إليها هذا التحقيق الذى دام ستة أسابيع. إذ استغل أهالى المسجونين انشغال الأمن المصرى بأحداث الثورة وهاجموا السجن لإطلاق سراح ذويهم، واستغل المسجونون السياسيون الفرصة ذاتها للاتصال بمنظماتهم لتدبير الهروب ليس فقط من السجن بل من مصر كلها، وهذا هو مربط الفرس الذى أثار لغطا طويلا وسط اتهامات للشرطة بفتح السجون لإثارة الذعر بين المواطنين لإحباط الثورة واتهامات لحركتى حماس وحزب الله بانتهاز الفرصة لإطلاق سراح أعضائهما المدانين بأحكام قضائية ويقضون عقوباتهم فى السجون المصرية. كما كشف التحقيق أن تأخر وصول الإمدادات من قبل وزارة الداخلية والجيش، وانعدام الخبرة لدى جنود الحراسة، أديا إلى تسهيل المهمة.
ضم سجن المرج خلف أبوابه مجموعة من أهم المساجين السياسيين على رأسهم محمد يوسف منصور الملقب بـ «سامى شهاب» المتهم الأول فى القضية التى عرفت إعلامياً بخلية حزب الله الإرهابية، بالإضافة إلى 25 متهما منهم حسن المناخلى وبينهم 4 هاربين. وكانت محكمة أمن الدولة العليا قد أصدرت بشأنهم أحكاما فى أبريل 2010 بالسجن المؤبد والمشدد. إلا أن المثير هو تمكن شهاب من الوصول إلى بيروت فى غضون 4 أيام من هروبه. كما ضم السجن أيمن نوفل القيادى بكتائب عز الدين القسام «الجناح العسكرى لحركة حماس» الذى أدلى بحديث إعلامى من غزة عقب هروبه من سجن المرج بأربع ساعات تقريبا، مما يشير إلى أن الجاهزية العالية لحماس وحزب الله مكنتهما –دون اتفاق مشترك – من الاستعانة بأفراد مسلحين تسليحا جيداً داخل مصر لإطلاق سراحهم ونقل كل منهم إلى بلده.
البداية كانت فى عنبر «التجربة»... المحبوس فيه أعضاء خلية «حزب الله»، والتى تضم لبنانيا «سامى شهاب» وسودانيا وعددا من المصريين، فمنذ اندلاع المظاهرات فى الخامس والعشرين من يناير لم يجد أفراد الخلية، وسيلة للتواصل مع العالم الخارجى سوى مذياع. المؤشر ثابت عند إذاعة «بى بى سى» العربية، النشرات والبرامج تؤكد أن هذه المظاهرات الاحتجاجية تتحول إلى ثورة شعبية. فى زنزانته الضيقة، أجرى حسن المناخلى اتصالا ببعض أصدقائه الذين أخبروه أن ثمة هجوماً يجرى فى تلك اللحظة من قبل مجهولين على سجن أبوزعبل المجاور لمحبسه، انتابه الأمل وخرج مع رفاقه إلى الساحة للتريض وتناول الغداء.
أتم المناخلى يومه بشكل روتينى، وفى منتصف الليل، بدأت حالة من الهياج داخل السجن حسب وصفه. كان التواصل مع أحد أهم المتهمين فى خلية حزب الله أمر جد صعب، ما إن طلبنا اللقاء معه أو أن يسمح لنا بأن نجرى مكالمة مسجلة حتى باغتنا «حسن، سأكون معكم فى الجريدة خلال ساعات.. أرحب بالتصوير».
يقول المناخلى إنه بطل يستحق التكريم لدعمه للمقاومين فى غزة وليس مجرما سعى لتحقيق ثروة من وراء ذلك. الشيب الواضح على رأسه والتجاعيد على وجهه لا يعكسان أبدا لهجته الحماسية التى يتحدث بها، يشعل حسن المناخلى سيجارته الـ«بوسطن» بثقة ويلقى روايته «يوم الأحد 30 يناير بدأت أصوات إطلاق نار على السجن فى الواحدة ظهرا، كانت رصاصات قليلة، تسارعت بمرور الوقت، ومعها ارتفعت وتيرة القلق داخل صدورنا».
يكمل «سيد عبدالكريم» ضابط مباحث السجن الصورة من خارج الزنزانة: «فى ظهر يوم الأحد، بدأت مجموعات مجهولة فى الإحاطة بسور السجن الخارجى، وبدأوا فى إشعال النيران فى إطارات السيارات والأكشاك الخشبية المحيطة بالسور وأكوام القش، وبعد فترة قليلة بدأ إطلاق نار على أبراج الحراسة، وبسبب عدم كفاءة العساكر، كانوا يردون على الرصاصة بخزانة كاملة».
أما خارج أسوار السجن فكان (م. ف) الضابط المتقاعد فى الجيش يجلس فى ساحة بيته يتابع الأحداث عن كثب. قال لـ«المصرى اليوم» إن طلقات الرصاص التى أطلقت فى الليلة الماضية أصابت أبناءه بالفزع، لم ينم ليلتها، كانت أنباء مهاجمة السجون تتوالى وبيته هو الغنيمة الأسهل لو أطلق سراح السجناء. جمع أنابيب «البوتاجاز» فى شرف البيت وسلح أولاده بالسكاكين كإجراء احترازى. وبانتصاف نهار اليوم التالى شاهد مجموعة من الملثمين يركبون دراجات نارية يطوفون حول السجن ويطلقون الرصاص على الأبراج. اختفوا لفترة كما يقول (م.ف) ثم عادوا وأحرقوا أكواما من القش والإطارات وأصبحت الرؤية من خلال دخانها مستحيلة. أمطروا الحراس بوابل من النيران ثم وصلت 3 سيارات جيب حديثة ووقفت أمام البوابة الخارجية للسجن، وكل من فيها يحمل أسلحة آلية.
لم يتبين الضابط المتقاعد شكل الأسلحة لكنه تعرف عليها بخبرته العسكرية من أصوات الطلقات وتتابعها. يؤكد بلغة الواثق أن المهاجمين استخدموا أسلحة حديثة بينها (G11 الألمانى عيار 4.7، والرشاش الآلى M240 الأمريكى الصنع، kA47).
من شهادتى «المناخلى» و«عبدالكريم» والضابط المتقاعد إلى لقطة فيديو طولها 11 دقيقة، حصلت عليها «المصرى اليوم»، تصور الدقائق الأولى لاقتحام سجن المرج، تظهر مجموعة من المدنيين يحمل بعضهم بنادق وأسلحة آلية، يختفون سريعا من المشهد ليظهر بعدها 20 شخصا يطوقون السور الخارجى للسجن المواجه لترعة صغيرة، بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وألواحا خشبية، فيما اكتفى البعض الآخر ــ بينهم أطفال ــ بالمشاهدة، لترتفع فى الخلفية أصوات رصاصات متتالية، وتبدأ المجموعة المتجمهرة حول سور السجن فتح البوابة الخارجية للسجن التى ظهرت دون حراسة. وقوبلوا حينها بإطلاق نار كثيف جعلهم يتراجعون، كما تظهر اللقطة، بوضوح، رجلا يعتقد أنه ثلاثينى، أصلع يرتدى سترة جلدية بنية اللون، ينظر من فتحات فى البوابة الرئيسية إلى البوابة الداخلية للسجن، وأصوات تردد: «عايزين نخرّج ولادنا». قبل أن تنتهى اللقطة بأصوات كثيفة لتبادل إطلاق نار، وعدد من الدراجات النارية تدور حول السجن ودخان كثيف حول الأسوار ورجل ملتح، يبدو فى عقده الخامس يشعل النيران فى أحد الأكشاك الخشبية الموجودة إلى جوار البوابة.
يكتمل المشهد الآن.. ملثمون يحملون أسلحة آلية حديثة جاءوا، وفق خطة موضوعة مسبقا، لاستنزاف ذخيرة حراس السجن، من خلال خلق أجواء تربكهم، وإجبارهم على إطلاق رصاصهم فى الهواء بانتظار اللحظة المواتية ليحرروا سجناءهم دون مقاومة. رواية المناخلى تزيد الأمر وضوحاً:
«مع تواصل ضرب الرصاص بالخارج، أخبرتنا جماعة من أهل سيناء المتهمين معنا فى القضية بأن هناك من سيحضر لتحريرنا.. طلبوا منا نقب جدران الزنزانات بقوائم الأسرّة عند «شفاط» الهواء المجاور للباب لأنها منطقة ضعيفة، وطلبوا أن نواصل التكبير بصوت عال حتى يستدل علينا «المخلصون». تعليمات نفذها الجميع دون استثناء، لنلتقى بعد دقائق فى بهو العنبر الصغير».
يواصل المناخلى: «كان أصدقائى قد وصلوا فى الخارج، وأخبرونى بأن أبراج المراقبة توقفت عن إطلاق النار، وأن بعض المسلحين يسرقون السجن. هرعنا إلى البوابة فوجدنا مجموعات ترتدى ثيابا مدنية، بعضهم يلبسون ملابس بدوية، يقومون بنهب السجن. أخذوا المواشى والأسلحة وأفرغوا المكاتب من محتوياتها، حتى الكافيتريا لم تسلم منهم».
إيهاب القليوبى، شاب عشرينى، تعرفه الأوراق الرسمية للقضية بالمتهم الثالث عشر، محكوم عليه بالسجن المشدد 10 سنوات، لا يجد غضاضة هو الآخر فى الاعتراف بدوره بتسهيل وصول المساعدات الغذائية والطبية القادمة من حزب الله إلى أهل غزة المحاصرين. التقيناه شمال سيناء، ليروى قصة الهروب ويقول: «بعد انقطاع الماء والكهرباء بدأ العساكر يطلقون النار على العنابر مهددين بقتل كل من يحاول الهرب، وكان العنبر الجنائى المجاور لنا يشهد اضطرابا كبيرا لرغبة واضحة فى تحطيم المحبس والهرب.. ومع استمرار (ضرب النار)فى اليوم التالى استشعرنا الخطر وعقدنا العزم على الهرب. حطمنا الحوائط ولم يكن هناك حينها سوى أفراد الأمن الموجودين فوق الأبراج. وخلال ساعات، استطعنا تخليص أنفسنا ووجدنا أبواب العنبر الثلاثة التالية مفتوحة. شاهدنا البدو بأسلحة آلية يحررون المحتجزين فى العنبر الجنائى المجاور، هيئتهم ولهجتهم تؤكد أنهم ينتمون إلى البدو. فيما هجمت مجموعة ثانية على المواشى التى كانت تُربى داخل السجن لسرقتها. وبدا واضحا أن المجموعتين مختلفتان: هذه جاءت لتحرير السجناء، وتلك للسرقة».
هكذا تتفق روايتا القليوبى والمناخلى فى طريقة الخروج، وفى البوابات التى وجداها مفتوحة، وفى التعليمات التى جاءت من الخارج بأن يرددا «الله أكبر». وشوهدا أيضا فى مقطع فيديو وهما يخرجان تباعا، يمكن تمييزهما بسهولة، وكان معهما سامى شهاب. واصل كل منهم طريقه إلى مخبئه بنفسه. لم يعطهم أحد أموالا أو ملابس أو ينقلهم بسيارة. توقفت المساعدات عند خروجهم من السجن حتى إنهم لم يقابلوا الجماعة الذين طلبوا منهم الهتاف.
فرحوا بالخروج، وفى هذه الأثناء، اختفى سامى شهاب عن الأنظار، ولم يلتفتا إلى ذلك إلا بعد أن شاهداه فى مقطع بثته القنوات الإخبارية فى بيروت بعد 4 أيام من الهروب. كان - رأس الخلية - قد وصل إلى مسقط رأسه.
آخر مشاهدة لسامى شهاب يرويها عضو ثالث بالخلية، فضل عدم الإفصاح عن هويته: «كان يستخدم هاتف الثريا، وكان يبلغ الطرف الآخر بخطواته»، يتوقف أمام كلماته وكأنه يدركها للمرة الأولى. يهز رأسه كأنما يطرد هاجسا ويستطرد: «كلنا كنا نفعل نفس الشىء، لذا لم أجد فى ذلك ما يجذب انتباهى، فلم يكن هناك شىء مدبر. كانت الأحداث تتلاحق، وكلنا نستفيد منها، وبعد عودتى إلى منزلى، شاهدته يظهر فى لبنان، للمرة الأولى منذ انفصالنا أمام أسوار السجن الخارجية. بعضنا لجأ إلى مسجد أو طلب العون من الأهالى، لكن شهاب لم ينتظر أحدا، وأعتقد أنه استعان بأحد أصدقائه فى مصر، لأنه أمضى هنا أكثر من 10 سنوات، ودبروا له وسيلة لأخذه رأسا إلى الخرطوم فى خط السير الذى يأتى فيه السلاح إلى رفح، وبوصوله إلى السودان يصبح فى مأمن وتبقى عملية نقله إلى لبنان أمراً يسيراً».
وهنا يتدخل ( خ. ل) أحد قيادات البدو المطلوبين أمنيا فى سيناء، يتحدث بلغة الواثق العالم ببواطن الأمور: «سامى شهاب، أو رجل حزب الله لم يخرج من مصر عبر سيناء، ومصادر لى فى حلايب وشلاتين أكدت معلومة كانت قد وصلتنى فى اليوم التالى لاقتحام السجن أنه أمضى عدة ساعات هناك، وأن الرجل سلك طريقه إلى السودان من هناك، رغم عرض بعض أصدقائه هنا معاونته إلا أنه فضّل السودان لأن سيناء كانت ستصعب الأمور عليه. فالخروج من غزة مستحيل والإبحار عبر المياه الإقليمية سيجعله هدفا سهلا لإسرائيل التى كانت ستعرف بسهولة خط سيره وتتبعه لأنه على رأس المطلوبين».
فشلت محاولات كاتبى التحقيق فى الحصول على شهادة سامى شهاب من خلال المكتب الإعلامى لحزب الله وأشخاص مقربين منه حول واقعة الهروب، وجاء الرد بأنه لم يعد فى لبنان.
اللغز الثانى فى هذه القضية، كان تهريب القيادى الحمساوى أيمن نوفل، الذى ألقى القبض عليه عقب اقتحام الآلاف من مواطنى غزة الحدود المصرية فى يناير 2008، وهو ما اعتبرته الحكومة المصرية آنذاك اعتداء على سيادة الدولة.
يقول النقيب سيد عبدالكريم إنه شاهد واقعة تهريب أيمن نوفل ويرفض بشدة الاتهامات الموجهة للشرطة بفتح السجون وتسهيل هروب المساجين. فى هذه المرحلة قرر أن يصحبنا فى جولة داخل السجن بعد الحصول على تصريح من وزارة الداخلية وبحضور مأمور السجن وعدد من الضباط. كان لابد أولا من الحصول على تفسير للأبواب الثلاثة التى تركت مفتوحة فى عنبر التجربة. تفسيره جاء كالتالى: العنبر له 5 أبواب. الأول يوصد على الزنازين ويقود إلى بهو العنبر ثم باب ثان إلى غرفة دون نوافذ ثم الثالث فممر ينتهى إلى باب رابع وبعده تقع المكاتب الإدارية للعنبر حيث ملفات السجناء وأخيرا باب الخروج. يصر الضابط على أن البابين الخارجيين عديمى الجدوى مهمتهما فقط حفظ المكاتب الإدارية، فحتى لو أغلق هذان البابان، فإن النوافذ يسهل كسرها، أما الباب الثالث، فكان تفسيره أن الجنود أصيبوا بارتباك بعد محاولات تحطيم السجن ولكنه غير مقبول، لأنه كان يفصل السجناء عن الجندى المكلف بإغلاق الباب بابان آخران، علاوة على الباب الموضوع على كل زنزانة.
يعود الضابط ليكمل روايته: نجح المساجين فى تحطيم غرف محبسهم، وأوشكت الذخيرة على النفاد وشعرت حينها «إن إحنا إتبعنا»، وتسلل الخوف إلى صدورنا جميعا وبدأ الجنود فى الهروب بشكل فردى: كل من تفرغ ذخيرته يهرب. كان لدينا قرابة 150 جندياً، فروا جميعاً وبقى أقل من الربع. فوجئت بضابطين من أصل 7 مكلفين بحماية السجن يفران أيضا فالهجوم جاءنا من الداخل والخارج ولم نصمد لأكثر من 40 دقيقة، وبعد نفاد الذخيرة تركنا السلاح للهرب.
«قبل الخروج اعتليت البرج الكائن على يسار بوابة السجن الرئيسية لأحث الجنود على الصمود والاقتصاد فى استخدام الرصاص فشاهدت عدة «بطاطين»، لاتزال آثارها باقية، تغطى الأسلاك الشائكة للسور الشرقى للسجن، علمت بعد ذلك من أحد السجناء أن مجموعة مختلفة عن تلك التى هاجمت السجن اقتحمت السور من هذه الناحية، تجاوزت الأسلاك مستعينة بتلك البطاطين واتجهت مباشرة إلى العنبر الجنائى – حيث يقبع نوفل - وحرروه».
سألنا اللواء متقاعد رفعت عبدالحميد المدير الأسبق للبحث الجنائى بمديرية أمن الإسكندرية وخبير علوم مسرح الجريمة عن رأيه فى رواية النقيب سيد فقال إنها منطقية مرجعاً سقوط هذا السجن بتلك الصورة إلى سببين، أولهما الاعتماد على مجندين عرفوا داخل جهاز الشرطة بالدرجة الثانية لأنهم لا يملكون أى قدر من التعليم، وبالتالى فهم غير مدربين على التعامل مع هذه المواقف أو حتى مطاردة الهاربين.
الأمر الثانى هو عدم وجود مخزون استراتيجى من الأسلحة أو الذخيرة داخل هذا السجن، علاوة على تأخر إيصال الإمدادات المطلوبة، والاكتفاء بالطلقات الستين التى بحوزة كل مجند والتى يفرغها فى غضون 3 دقائق على الأكثر.
قال لنا أحد السجناء الجنائيين الذين رفضوا الهرب ويدعى طارق قطب، شاهد عملية تهريب نوفل عن قرب «كان أغلبهم دون الثلاثين، لغتهم قريبة من لغة البدو، ملتحين، يضعون الشال الفلسطينى على أكتافهم، بعضهم ملثمون، اقتحموا العنبر واصطحبوا أيمن نوفل وزميله محمد هشام إلى سيارة إسعاف كانت تنتظرهم أمام ملعب كرة القدم فيما تفرغ الآخرون لفتح باقى العنابر، كانوا يجبروننا على الخروج من السجن، ويهددون بضرب من يمتنع بالنار».
الشواهد كلها تشير إلى أن تدبيرا خاصا تم من أجل تحرير سجينى حماس، وجاءت رواية سجين آخر يدعى إبراهيم حمودة، لتضيف جديدا «قرابة الساعة الثالثة والنصف عصر الأحد، سمعت المساجين فى المحابس المجاورة يطمئنوننا، يقولون إن عناصر حركة حماس سوف يأتون ليخلصوهم بعد نصف ساعة وبعد نصف ساعة بالضبط، تم اقتحام العنبر وكانت زنزانة أيمن نوفل ومحمد هشام هى ثانى زنزانة تُفتح، وسمعت أحدهم يصطحبهم للخارج ويجرى مكالمة ويقول: «إحنا جبرنا.. وأخذنا السلاح» وقاموا بالفعل بتجميع الأسلحة التى خلفها الضباط والعساكر الذين فروا بعدما نفدت ذخيرتهم، وعندما سقطت قطعة سلاح من أحدهم أمامى ظن أنى سوف ألتقطها فأطلق رصاصة اخترقت فخذى.
هكذا خرج نوفل، لكن الكيفية التى تمكن بها من قطع المسافة بين المرج –ورفح فى غضون 3 ساعات، ليعبر منها إلى غزة، جعلت محطتنا التالية هى رفح، هى المعبر والأنفاق.
الشيخ أبومحمد، صاحب نفق، أبلغنا بأن لديه معلومات مؤكدة أن الهجوم على سجن المرج بالتحديد نفذه أفراد من البدو الذين ينقلون السلاح الذى يريد حزب الله إيصاله إلى أهل غزة وآخرون تربطهم علاقة جيدة مع حركة حماس. وأن هناك أسرا دفعت مبالغ كبيرة للاستعانة بخارجين على القانون بغية تحرير أولادها وكانت هذه الجماعات ذات تسليح عال نافيا أن يكون سامى شهاب قد وطئت قدماه أرض سيناء، وأن لديه معلومة تفيد بخروجه من الخرطوم - مرورا بحلايب وشلاتين - إلى بيروت بجواز سفر مزور، لافتاً إلى أنه سلك خط سير يعرفه العاملون فى تجارة الأنفاق من أجل إدخال السلاح القادم عبر السودان إلى غزة.
بدأت الرؤية تتضح أكثر، خاصة بعدما تمكنا من الوصول إلى الشيخ جمال - اسم حركى فضل أن نناديه به - أربعينى تربطه صداقة قديمة بالقيادى أيمن نوفل وكان على اتصال دائم به حتى وصوله إلى غزة. يعمل فى تهريب الأسمنت ومواد الطلاء، أكد أن التخطيط لتهريب نوفل لم يتم قبيل يوم السبت التاسع والعشرين من يناير، وأنه عندما علم بحالة الانفلات الأمنى، اتصل بالحركة التى قامت بدورها بالاتفاق مع أفراد قريبين من السجن من أجل ترقب هجوم وشيك، ليندسوا بين الأهالى لتحرير نوفل ورفيقه محمد هشام، الذى خرج فى سيارة عبرت به كوبرى السلام وهناك انتظره أفراد من المتعاونين مع حماس من أهل سيناء، ونقلوه رأسا إلى نفق يديره مصرى من أصول فلسطينية يدعى «أبومنصور».
«المصرى اليوم» تتبعت مسار الرحلة إلى النفق، ورفض أبومنصور أن يتم التسجيل معه أو التصوير، أمر بديهى لم نلح عليه به. النفق طوله 1600 متر تقريبا، هو عبارة عن جدار وهمى من «الصاج»، يخفى فتحة النفق، ملحق بمنزل بدوى إلى يسار المعبر بقرابة 500 متر تقريبا. ينحدر المدخل تدريجيا إلى عمق 7 أمتار، مضاء فى أغلب أجزائه، مقسم إلى مراحل، طول كل منها 150 مترا، حيث ماكينات السحب وشبكة تليفونات أرضية تخبر الطرف الآخر بجاهزية البضاعة المراد سحبها بعد نقلها بشكل تقاطرى، ليعطى الأمر بالسحب فى قاطرات جلدية مقسمة إلى خانات طول كل واحدة متر تقريباً، بعد 600 متر تقريبا وصل عمق النفق إلى 25 متراً، وانخفض ارتفاع السقف على 70سم لمسافة ليست بالقليلة، اضطرت نوفل وهشام إلى الانبطاح بشكل كامل أثناء عملية نقلهما، والتى استغرقت ربع ساعة، إلى أن وصلا إلى الناحية المقابلة، وسط حفاوة تشبه استقبال فاتح منتصر.
الاتصال بأيمن نوفل بعد وصوله غزة بات هو الآخر أمرا شبه مستحيل، حيث أبلغ الوسطاء برفضه التام الحديث عن عملية تهريبه لدواع تتعلق بأمنه الشخصى. وهكذا يكشف هذا التحقيق الغموض الذى اكتنف عملية سقوط آخر السجون المصرية الذى ضم بين جنباته من صنفتهم ملفات جهاز أمن الدولة «المنحل» بأنهم «خطر على الأمن القومى» ويضع سيناريو الاقتحام - من خلال شهادات موثقة لأشخاص عاشوا تلك اللحظات - الذى تضافرت فيه عدة جهات خارجية وداخلية، ويكشف طرق الهرب وأثر الهاربين وطريقة خروجهم من البلاد جنوبا وشرقا، ويشرح كيف سقط ضباط الشرطة والمجندون عن أبراج حراستهم هاربين بعدما أيقنوا أن السجان يوشك أن يصبح سجيناً.







==================================================

http://www.elwatannews.com/news/details/116755


«الوطن» تنشر «تقرير تقصى الحقائق الثانى» عن اقتحام السجون أثناء الثورة

ملثمون يرتدون جلابيب هدموا بوابات السجون مستخدمين أسلحة آلية ومدافع جرينوف محملة على سيارات نصف نقل
كتب : هشام علامالأحد 20-01-2013 23:02
الوطن تنشر تقرير تفصى الحقائق عن اقتحام السجون اثناء الثورةالوطن تنشر تقرير تفصى الحقائق عن اقتحام السجون اثناء الثورة
حصلت «الوطن» على تقرير لجنة تقصى الحقائق، الخاص بفتح السجون أثناء ثورة 25 يناير، الذى كشف عما حدث فى السجون المصرية، وخص بالذكر سجن وادى النطرون، حيث وقعت أحداث شغب يوم السبت 29 يناير، فى سجن «ملحق ليمان طرة»، الذى كان يضم مجموعة من المعتقلين السياسيين. كما أوضح التقرير أن القوات المسلحة لم ترسل قوات تعزيز للمنطقة إلا فى مساء الأحد 30 يناير 2011، وتعامل الشرطة بإطلاق المياه والغاز فى محاولة للسيطرة على المساجين. كما كشف تقرير اللجنة أن هجوماً جرى من قبل مجموعة من الملثمين يرتدون جلابيب، هدموا بوابات السجن، مستخدمين أسلحة آلية ومدافع جرينوف محملة على سيارات نصف نقل. ولم يغفل التقرير المكالمات التليفونية التى دارت عبر الشاشات، وتحدثت عن وقائع تختص باقتحام السجون، لا سيما مكالمة أخت اللواء البطران قتيل سجن الفيوم، وبعض لقطات الفيديو التى صورها مواطنون، ورفعت على موقع «يوتيوب».
وأثبت التقرير أن سجن أبوزعبل، كان به عدد من السجناء المنتمين إلى حركة حماس، وخلية حزب الله، وتم تهريبهم عقب الهجوم المسلح الذى تعرضت له أغلب السجون بطريقة مشابهة، حتى فى طريقة اعتراض السجناء من خلال طفايات الحريق. ورصد التقرير نجاح قوات الشرطة فى إبطال محاولة اقتحام 15 سجناً، من بينها سجنا دمنهور والزقازيق. وفيما يلى تقرير اقتحام السجون كاملاً:
زار عدد من محققى اللجنة بعض السجون للوقوف على ما جرى فيها من أحداث، وبيان هذه السجون كما يلى:
1. منطقة سجون وادى النطرون
انتقل فريق التحقيق لمنطقة سجون وادى النطرون يوم 30/3/2011، بصحبة العقيد محمود إسماعيل، وسجل الآتى:
• بسؤال اللواء فرحات جابر عبدالسلام كشك، رئيس قطاع المنطقة الغربية بمصلحة السجون، قرر أن منطقة سجون وادى النطرون هى إحدى المناطق التابعة لقطاع سجون المنطقة الغربية، وأن المنطقة تتكون من 4 سجون، هى «سجن 430 وادى النطرون، وسجن 440 وادى النطرون، وملحق ليمان وادى النطرون، وسجن 2 صحراوى»، وأن عدد النزلاء بالسجون الأربعة المذكورة 9200 سجين، وأن كل سجن من تلك السجون له مأموره وجهاز المباحث الخاص به، فضلاً عن كتيبة التأمين، التى تكون مسئولة عن الأسلحة والذخيرة وحراسة أبراج السجن. وأضاف أن الثلاثة سجون الأولى تقع داخل سور من الخرسانة المسلحة، وأن سجن 2 صحراوى يقع على بعد 8 كيلومترات من تلك السجون.
وأضاف أن الإجراءات المعتادة لتأمين تلك السجون من أى تمرد أو عصيان داخلى من قبل النزلاء أو التعدى من الخارج، يكون من خلال أبراج الحراسة المحيطة بكل سجن، التى توجد أبوابها خارج السور الخاص بكل سجن، بالإضافة إلى مجموعة من الأبراج الأمامية المحيطة بالسور الأمامى الخاص بتلك السجون، حيث يوجد بكل برج مجند بحوزته سلاح آلى يحتوى على 50 طلقة لمواجهة أى محاولة من محاولات الهرب.
الجيش أرسل تعزيزاته نتأخر.. والشرطة لجأت للغاز والمياه.. وادعاء القائمين على"وادى النطرون" بأن ملثمين تبادلوا إطلاق النار مع الحرس"كاذب" لأن البوابات والأسوار لم تتعرض لأى طلقات
وأوضح رئيس القطاع أنه فى يوم 26/1/2011 وقعت أحداث شغب بأحد السجون التابعة للقطاع بمنطقة برج العرب، من قبل بعض المعتقلين سياسياً، وعقب إخطار السيد مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، اللواء عاطف الشريف، وجه لاتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة مثل تلك الحالات، منها أنه بداية من يوم 28/1/2011 تم توزيع الوجبات الغذائية على نزلاء السجن داخل كل غرفة على حدة تباعاً، وتدعيم قوة أبراج السجون بمجند إضافى لكل برج، بحيث تصبح قوة كل برج من الأبراج فردين، وتزويد كل منهما بذخيرة إضافية بحيث تصبح الذخيرة المتاحة فى كل برج مائتى طلقة.
وقال إنه يوم السبت 29/1/2011 بدأت أحداث شغب داخل منطقة سجون وادى النطرون، فى سجن «ملحق ليمان وادى النطرون»، الذى كان يضم مجموعة من المعتقلين السياسيين، امتدت إلى سجون 430 و440 و2 صحراوى، ما دفع قوات التأمين لإطلاق قنابل مسيلة للدموع وقنابل الغاز، لمحاولة السيطرة على المساجين، إلا أنه -وعقب إعلان وسائل الإعلام عن مقتل اللواء البطران رئيس مباحث السجون، وهروب السجناء بسجنى الفيوم وأبوزعبل- اشتدت حالة العصيان داخل السجون، حيث قام المساجين فى الـ4 سجون بإحداث تلفيات فى الغرف والعنابر، مستخدمين أجهزة الإطفاء الموجودة بكل غرفة، وتمكن بعضهم من التسلل إلى خارج تلك الغرف والوجود فى ساحات التريض من خلال فتحات التهوية، التى نزع سياجها، وعلى الرغم من محاولة إدارة كل سجن السيطرة على هؤلاء المساجين، فإن الأمر تزايد سوءاً عند قيام بعض المساجين بمحاولة كسر الأقفال الخارجية، الخاصة بالعنابر. وأضاف أنه طلب فى تلك الأثناء تعزيز قوات تأمين المنطقة من خلال الأمن المركزى والقوات المسلحة، حيث أرسلت كتيبة أمن مركزى من قطاع المنوفية قوامها 90 فرداً، لمواجهة تلك الأحداث، ولم ترسل القوات المسلحة قوات تعزيز للمنطقة إلا فى مساء الأحد 30/1/2011.
وأوضح رئيس القطاع أن التعامل خلال هذه الفترة، التى بدأت نحو الساعة 11 مساء السبت 29/1/2011 واستمرت حتى الساعة 3 فجر الأحد 30/1/2011، كان من خلال إطلاق المياه والغاز فى محاولة للسيطرة على المساجين، إلا أنه فى الساعة الثالثة فجراً، داهمت مجموعة من الأفراد يرتدون جلابيب بيضاء وملثمين الأسوار الخارجية للسجون، حيث تمكنوا من هدم البوابة الرئيسية للسجون باستخدام «لودر»، كما أطلقوا النيران بكثافة على الأبراج الأمامية لمنطقة السجون الـ3. موضحاً أنه عقب نفاد ذخيرة المجندين الموجودين بالأبراج الأمامية، انطلقت تلك المجموعات المهاجمة لتلك السجون، متجهة إلى سجن ملحق ليمان وادى النطرون، المعتقل بداخله عدد من المساجين السياسيين من ذوى التوجه السلفى، حيث تبادلوا إطلاق النار مع الأبراج المحيطة بذلك السجن، مستخدمين أسلحة آلية ومدافع جرينوف محملة على سيارات نصف نقل، وتمكنوا من السيطرة على ذلك السجن وإخراج من به من معتقلين، بعد نشر السياج الحديدى والأبواب المصفحة بالمناشير الكهربائية.
واستمع فريق التحقيق إلى شاهد يدعى عجمى عبدالعزيز محمد عجمى، الشهير بناصر، يملك مساحة من الأرض مجاورة للسجن، وينتمى لقرية «القطاو»، قال إنه كانت هناك محاولات للهجوم على السجن، فبدأ فى عمل «كمين» لمنع السيارات من المرور نحو السجن، ومنع سيارات النقل الكبيرة المحملة بالأفراد المسلحين بالأسلحة الآلية، الذين يرغبون فى إطلاق سراح أقاربهم، لا سيما أن قناة الجزيرة كانت تذيع انقطاع المياه والكهرباء والغذاء عن السجن، وهو ما كان يعلم بعدم صحته، كما أذاعت أن هناك قتلاً جماعياً للسجناء بسجن «القطا» على خلاف الحقيقة، كما أن السجناء حاولوا الاتصال بوسائل الإعلام وإشاعة أخبار غير صحيحة، وأن وسائل الإعلام كانت من أسباب تهييج الجماهير لمصالح لا يعلمها، فى حين أن الأوضاع بالسجن لم تكن بمثل هذا السوء الذى أذيع.
سيناريوهان لهروب المساجين.. الأول: أن الخروج كان بتدبير من الشرطة لترويع المواطنين.. والثانى: أنه كان نتيجة هجوم غير متوقع
وأفاد الشاهد أحمد عبدالنبى أحمد أبوإبراهيم، بأنه يملك مزرعة مجاورة لمبنى السجن، وأنه فى الساعة 4 فجر السبت 29/ 1/ 2011 حدث إطلاق نار على السجن من الخارج، وفى اليوم التالى مباشرة حضرت سيارة نقل كبيرة للعبور نحو السجن، وبها أعداد من المسلحين، إلا أنه تصدى لها ومنعها من العبور، وكان بها عرب من منطقة الشرقية، وقرر له قائد هذه المجموعة أنهم يرغبون فى اقتحام السجن وتحطيم البوابة باستخدام السيارة، ثم التعامل مع قوات الحراسة، وأنه ومن معه من رجال ردوا عدداً من السيارات الراغبة فى مهاجمة السجن.
وتوصلت اللجنة -من خلال الزيارات الميدانية وسؤال إدارات السجون والمسجونين وبعض الأهالى المجاورين للسجون- إلى تصورين:
الأول: أن خروج المساجين كان نتيجة تدبير سابق من جهاز الشرطة لترويع المواطنين.
والثانى: أن الهروب كان نتيجة هجوم من آخرين، استمر على السجون حتى تمكن من تهريب المساجين بعد نفاد ذخيرة الحرس.
وذهب أصحاب التصور الأول إلى أن ذلك يدخل فى نطاق ما حدث من انهيار فى أداء الشرطة فى جميع القطاعات، ورغبة البعض فى ترويع المواطنين، ويستند هذا التصور إلى الدلالات الآتية:
1- ظهر فى أحد أشرطة الفيديو -التى اطلعت عليها اللجنة- مجموعة من الأشخاص يرتدون زياً أسود اللون يشبه الزى الذى يرتديه أفراد الأمن المركزى، ويفتحون غرف السجن التابع لأحد مراكز مديرية أمن الفيوم، ويطلبون من نزلاء تلك الغرف سرعة الخروج والعودة إلى منازلهم.
2- مشاهد شريط فيديو آخر، يظهر فيها المساجين -الهاربون من أحد سجون وادى النطرون- يحملون أغراضهم الشخصية، رغم وجود أفراد من قوات الأمن، المتمركزين بالزى الرسمى، وهم يحثون المساجين على سرعة الخروج من السجن. وخروجهم من السجن وهم يحملون أغراضهم الشخصية وفى حضرة رجال الشرطة، يدل على أنهم خرجوا نتيجة ترتيب أفسح لهم الوقت لجمع أغراضهم الشخصية، وذلك أن هروب السجين فى حالة العصيان الجماعى واحتمال إصابته بعيار نارى يثير لديه حالة من الفزع، تجعله يسرع لينجو بنفسه دون أن يلتفت لجمع أغراضه.
3- شهادة عدد من المساجين فى سجن وادى النطرون وسجن طرة بأن إدارة السجن قطعت المياه والكهرباء عنهم قبل تمرد المساجين بعدة أيام، وهو ما يؤدى -بطبيعة الحال- إلى هياجهم وتذمرهم، ويعطى المبرر الكافى لاصطناع الاضطراب والمقاومة الظاهرية ثم الانفلات الأمنى.
4- قرر بعض المساجين -فى سجون لم يهرب منها أحد- أن الشرطة أطلقت الأعيرة النارية والخرطوشية فى اتجاه العنابر والزنازين بالرغم من عدم وجود تمرد، وأن عدداً من المساجين قتلوا وأصيبوا أثناء وجودهم داخلها.
5- قرر عدد من المساجين -فى سجون مختلفة- أن رجال الشرطة أطلقوا قنابل مسيلة للدموع تجاه العنابر والحجرات، ما أشعر نزلاء السجن بالاختناق، ودفعهم لمحاولة الخروج من العنابر، وهو ما يشير إلى تعمد إثارة المسجونين ودفعهم للتمرد، والظهور بمقاومة التمرد حتى تبدو الصورة أن خروجهم كان نتيجة إخفاق الحراسة فى منعهم.
6- قرر العميد عصام القوصى، وسائر رجال الشرطة القائمين على إدارة السجن، أنه فى يوم 29/1/2011 حدث تمرد داخل السجن، واكبه هجوم عدد من الأشخاص المسلحين على السجن، أطلقوا أعيرة نارية من مدافع جرينوف وغيره من الأسلحة النارية، وأن الحراسة المعينة على الأبراج بادلتهم إطلاق الأعيرة النارية، حتى نفدت الذخيرة، غير أنه بمعاينة سور السجن تبين عدم وجود أى آثار لطلقات نارية على السور أو الأبراج، ما يدل على عدم صحة ما قرره رجال الشرطة المشار إليهم.
شاهد عيان: "الجزيرة" كانت تبث أخباراً غير صحيحة عن عمليات قتل جماعى داخل سجن"القطا" وهو ما أستفز الأهالى للهجوم على السجن
7- قرر سجين بـ«ليمان وادى النطرون» أن سيدة اتصلت بأحد البرامج التليفزيونية، وقالت إنها تسكن بجوار سجن وادى النطرون، وأن السجن تم اقتحامه وإخراج المساجين، وبعد وقت قصير قامت قوات السجن بإطلاق قنابل مسيلة للدموع فى اتجاه العنابر دون مبرر، ثم فى الساعة 3 سُمع صوت أعيرة نارية لمدة عشرين دقيقة، أعقبها خروج المساجين، وقد دل ذلك على أن ما أذيع فى التليفزيون كان سابقاً على ادعاء الاعتداء على السجن، بما يثير شبهة وجود تخطيط سابق لإخراج المساجين من سجن وادى النطرون.
8- ثبت من المعاينة بسجن وادى النطرون أن أعمال التخريب ونزع الأقفال ونشر حديد الهوّايات بالغرف يستغرق وقتاً أطول كثيراً مما قرره ضباط السجن.
9- قرر وليد حسن حسين، المسجون بسجن المرج، أنه فى يوم 29/1/2011 توجه إلى العيادة الطبية بصحبة الحراسة، فرأى المخبر عبدالفتاح، الشهير بأبوعميرة، يتجه صوب الغرفة رقم 6 الموجود فيها المساجين المتهمون فى قضايا إعلامية، ويخرجهم من حجزهم إلى ممر العنبر، وسمع بعض ضباط السجن يتبادلون الحديث وأحدهم يقول: «يظهر إنها بدأت»، ثم فوجئ بإطلاق قنابل مسيلة للدموع داخل ممرات العنابر دون داعٍ، ما أصاب السجناء بحالة اختناق أدت إلى هياجهم، وتناهى إلى سمعه قول أحد المخبرين عبارة: «حرام! الضباط يفتحولهم وبعد كده يضربوا عليهم النار».
10- قررت الدكتورة منال البطران أن شقيقها المرحوم اللواء محمد البطران حادثها تليفونيا قبل مقتله وقال: «حبيب العادلى أحرق البلد»، وإن هناك ثمانية عشر قسم شرطة تم فتحها وخرج منها المساجين، وإن تكرر الأمر فى السجون فستكون كارثة، وإنه لن يسمح بذلك.
11- أن السجون التى خرج منها المسجونون هى السجون المتاخمة للقاهرة، والتى بها عتاة المجرمين، بما يشير إلى أن ذلك تم عن قصد، ليثيروا الذعر والفزع لدى المواطنين فى العاصمة وما حولها، ضمن خطة الفراغ الأمنى.
فيما ذهب أصحاب التصور الثانى إلى تهريب المساجين بعد اعتداءات مسلحة على السجون، واستندوا فى ذلك إلى الدلائل الآتية:
1- عدد السجون فى جميع ربوع الدولة 41 سجناً، وهرب السجناء من 11 سجناً فقط بنسبة 26%، هى سجون أبوزعبل «4 سجون»، ووادى النطرون «4 سجون»، والمرج والفيوم وقنا.
2- لم يهرب مسجون واحد من سجون القاهرة، «طرة 4 سجون»، وسجن الاستئناف بباب الخلق، وهى الأقرب إلى مواضع الأحداث بميدان التحرير.
3- ثبت بمعاينة منطقة سجون أبوزعبل تعرضها لهجوم خارجى مسلح، تظهر آثاره واضحة فى الأعيرة النارية المطلقة على بوابة السجن الرئيسية، وعلى السور الشرقى المجاور لسجنى أبوزعبل 1 و2، كما تظهر على هذا السور وجود آثار لإطلاق أعيرة ثقيلة «جرينوف أو متعدد».
4- ثبت استعمال نوع من الذخيرة لا يُتداول فى محيط قوة الشرطة والجيش فى الهجوم على سجن أبوزعبل، «طلقات سلاح آلى خضراء اللون» تم التحفظ على بعض فوارغها أثناء المعاينة، وكذا على فوارغ طلقات آلية ذات أعيرة أعلى.
5- شهد الدكتور سعيد محمد عبدالغفار، المقيم بالاستراحة المجاورة للسجن، بوجود هجوم مسلح من الناحية الشرقية باستخدام أسلحة آلية، بمعرفة مجموعات من البدو، وصياح بعضهم بالدعاء لحماس.
6- ثبت وجود هدم بسور السجن من الناحية الشرقية، وهدم بعض أجزائه من الخارج، باستخدام معدة بناء «لودر».
7- ثبت أن سجون أبوزعبل تضم المحكوم عليهم بأحكام جنائية، من أهالى منطقة شمال وجنوب سيناء.
8- ثبت بأقوال ضباط منطقة سجون أبوزعبل تعرضهم لهجوم مسلح خارجى، واكبه حالة هياج داخلى من السجناء، وتحطيم أبواب وحوائط السجن باستخدام طفايات الحريق الكائنة بداخل كل زنزانة، وهو ما جرت معاينته من آثار للتلفيات يتصور حدوثها وفقاً لهذه الرؤية.
9- ثبت وجود 5 مساجين من حركة حماس بسجن أبوزعبل 1، إضافة لـ24 آخرين من ذات الحركة ومن خلية حزب الله بالسجون التى اقتحمت، ونشرت وسائل الإعلام سرعة وصولهم إلى ديارهم خارج البلاد، بعد الهرب بساعات قليلة، بما يؤكد التخطيط لتهريبهم عن طريق الهجمات الخارجية على السجون.
10- بسؤال عينات عشوائية من مساجين سجن القطا «لم يهرب منه أحد»، أجمعت أقوالهم على أن هناك حالة هياج داخلى انتابتهم، نتيجة متابعتهم أحداث الثورة بوسائل الإعلام، حيث رغب بعضهم فى المشاركة فى أحداث الثورة، كما أن تواتر الأخبار عن هروب المساجين من سجن أبوزعبل أدى إلى رغبتهم فى الهرب.
11- ثبت فى أقوال ضابط القوات المسلحة، المكلف بتأمين سجن القطا، أن السجن تعرض لهجوم خارجى وتعاملت معه القوات المسلحة ونجحت فى صده، كما شهد 3 من أصحاب المزارع المجاورة للسجن أنهم نجحوا فى رد مجموعات مسلحة حاولت التوجه للهجوم على السجن واقتحامه لتهريب أبنائهم.
12- أن الوضع الذى شهدته اللجنة من حالة الانفلات الأمنى بسجن القطا، وهياج المساجين وعدم انصياعهم للتعليمات الأمنية، يتنافى مع وجود مخطط لتهريب المساجين فى هذا السجن، لا سيما أن الثابت عدم هروب أى مسجون منه، بل وفاة قيادة أمنية بداخله أثناء أحداث تمرد المساجين، وهو اللواء محمد البطران رئيس مباحث السجون، الذى شهد زملاؤه وممثلان عن السجناء أنه توفى أثناء محاولة خروج سجين وراءه للهرب، فتم إطلاق النار نحوهم فقتل عدد منهم، كان من بينهم اللواء محمد البطران، الذى ذكر لهم عدم صدور أمر له بإخراج السجناء، وأصيب آخرون من بينهم المقدم سيد جلال، ما يؤكد عدم وجود مخطط سابق لهذه الأحداث.
13- أن شهادة المسجون بشأن إطلاق غازات مسيلة للدموع عليه بالزنزانة دون مبرر، يتعين أخذها وتقديرها فى نطاق اعتبارين؛ الأول هو أن السجين لا يرى خارج الباب المغلق، وبالتالى تقييمه للحالة فى محيط السجن قاصر. والثانى أن الغاز بطبيعته ينتشر دون توجيه، وتبعا لاتجاه الهواء، ومن ثم فيمكن أن ينتشر فى محيط يجاور مكان الإطلاق أو التصويب.
14- عدم ثبوت صدور أى تعليمات بشأن تخفيف الاحتياطات الأمنية فى غضون الأحداث فى السجون، بل صدرت تعليمات بتكثيف إجراءات الحراسة، والثابت فقط هو تحقق واقعات هروب جماعى من السجون، وهو ما لا يستدل به -كنتيجة- على السبب.
15- أنه من غير المتصور إقرار السجين بالهرب دون أن يورد تعليلا لذلك، يلقى فيه بالمسئولية على غيره، إذ هو معرض للعقوبة وفقا لنص المادة 138 من قانون العقوبات، كما أنه من غير المتصور إجماع جميع ضباط السجون، التى انتقلت اللجنة إليها، على عدم صدور تعليمات بفتح السجون، وعدم تخفيف الإجراءات الأمنية أثناء الأحداث.
16- نجحت الشرطة فى إجهاض محاولات هروب السجناء فى 15 سجناً، (القطا، دمنهور، طرة، الزقازيق، شبين الكوم،...).
ويخلص التقرير إلى تعرض بعض السجون لهجمات مسلحة من خارجها، أدت لهروب بعض المساجين، وإشاعة حالة من الفوضى بين المساجين فى السجون الأخرى، اقترنت بهياج داخلى إثر متابعتهم لأحداث الثورة عبر وسائل الإعلام، طمعاً فى الخروج. إلا أنه يجب التوقف عند منطقة سجون وادى النطرون، إذ إن الآثار التى رصدتها اللجنة عند المعاينة لا تنم على حدوث اعتداءات تعجز أمامها الشرطة عن المواجهة، ومن ثم لا يوجد مبرر قوى لحدوث الانفلات وهروب السجناء. وإزاء وجود هذين التصورين للانفلات الأمنى فى السجون، فإن اللجنة ترى أن الأمر فى حاجة لمزيد من التحقيق القضائى، لتحديد المسئولية فى كل حالة من حالات الانفلات داخل السجون المعنية.
كما توصلت اللجنة إلى إتلاف مجموعة من الآثار، يجرى حاليا استكمال ترميمها وحصر أعدادها، إلى جانب سرقة المحلات والمنشآت العامة. وأرفقت بالأوراق استمارة مدمجة ثابتاً بها تسجيل لمجموعة من الأشخاص، ينهبون محتويات المحال الكائنة بمول أركيديا التجارى، وكذا أحداث سرقة صيدلية «سيف»، بجوار المجمع التجارى، فضلا عن أحداث السلب الخاصة بأحد المحال الكائنة على ضفاف نهر النيل أمام فندق كونراد.
العدلى
كما أرفقت أسطوانة مدمجة ثابتاً بها تسجيل لمجموعة من الأشخاص، ينهبون محتويات مول كارفور، ويستولون على البضائع الموجودة على الأرفف، كما شوهد أحد أفراد الشرطة يرتدى الزى الرسمى يشارك فى سرقة البضائع.
رابعاً - الإعلان الأمنى فى السجون:
أرسل قطاع مصلحة السجون تقريرا، تضمن بيانا للسجون التى تعرضت لهجوم مسلح من خارجها وهروب بعض السجناء، وهى: ليمان أبوزعبل (2)، (1)، أبوزعبل شديد الحراسة، وأبوزعبل العسكرى، سجن المرج، وملحق وادى النطرون، وليمان 430 بوادى النطرون، وليمان 440 بوادى االنطرون، وسجن 2 الصحراوى، وسجن الفيوم، وسجن قنا. كما تعرض سجن برج العرب وليمان برج العرب لهجوم مسلح من خارجهما، وتم صده دون هروب سجناء، وحدثت أعمال شغب وتمرد من المسجونين بقصد الهروب وتم إجهاضها فى سجون «ليمان طرة والقاهرة وعنبر الزراعة والاستقبال والاستئناف والقطا الجديدة والحضرة والمنصورة وشبين الكوم والزقازيق والمنيا وأسيوط والوادى الجديد»، وهناك 3 سجون ما زالت الأوضاع الأمنية بها غير مستقرة، بسبب شغب السجناء وتمردهم، هى القطا الجديدة وشبين الكوم ودمنهور.
وأوضح بيان قطاع مصلحة السجون أن عدد المساجين الهاربين خلال الأحداث بلغ 23710 سجناء، عاد منهم 14727 سجينا، ويتبقى هاربا 8498.
وأفاد التقرير أن اللجنة شاهدت بعض الشهادات والتسجيلات من موقع يوتيوب، وهى: فيديو بعنوان «مسجونى سجن أبوزعبل الهاربين»، ويظهر فيه أحد الأشخاص يرتدى ملابس زرقاء اللون، جالس فى منزل ويضع على عينه اليمنى ضمادة طبية، قرر أنه يدعى على عبدالرحمن محمد أبوزيد، وأنه كان مسجونا بسجن أبوزعبل رقم 1 فرقة 12 الدور الثانى، وقرر أنه استيقظ على صوت إطلاق أعيرة نارية بالسجن، وتبين أن الضابط أشرف شكرى يطلق الرصاص من بندقية خرطوش، فأصابته إحدى طلقات الخرطوش فى عينه، وفى الساعة 5 مساءً ارتفع صوت إطلاق الرصاص، وعلم أن هناك أشخاصا اقتحموا السجن لتحرير السجناء، وكان عددهم نحو 500 شخص، بدا عليهم أنهم من العرب، وهربوا المساجين مستخدمين أسلحة بطريقة يبين منها أنهم مدربون تدريبا راقيا على هذا الاستخدام، ولم تبد قوات الشرطة بالسجن أى مقاومة، ما يدل على تعاونها معهم، ولاحظ على المقتحمين الذين هدموا سور السجن وأبوابه الداخلية، أنهم يحملون أسلحة آلية ذات مؤخرة حديدية وليست خشبية، ويضعون جرابات مماثلة للمستخدمة بالأمن المركزى، وأجبروا المساجين على الخروج من السجن، حيث وجدت سيارات حديثة نقل ونصف نقل أقلت المساجين الهاربين، إلا أنه سار على قدميه حتى التقى بأحد المقتحمين الذى سأله عن سكنه ووفر له وسيلة انتقال إلى منزله.
واطلعت اللجنة على فيديو آخر بعنوان «أحد مساجين أبوزعبل يحكى الأحداث ويكشف حقيقة من فتح السجون لهم»، ويظهر به برنامج تليفزيونى على قناة دريم 2، بتقديم الصحفى وائل الإبراشى، حيث اتصل به هاتفيا عضو مجلس الشعب السابق ياسر صلاح، المسجون بسجن المرج، وقرر له أن العرب وأفراداً من حركة حماس اقتحموا السجن، بحثا عن أحد أفراد تنظيم حماس يدعى أيمن نوفل، وحاولوا حرق منشآت القسم، ومن ضمنها مصنع تبلغ قيمته 30 مليون جنيه، إلا أنه وغيره من المساجين الرافضين للهرب تصدوا لهم ومنعوهم من إحراقه، حتى وصلت قوات الجيش.
وتحدث التقرير عن فيديو آخر عنوانه «الأمن ينظم هروب المساجين»، يظهر فيه مجندان تابعان لقوات الأمن من إحدى المحافظات، يرتدون ملابس كاكية اللون وخوذات، ويقف بجوارهما عدد من الضباط بجوار سيارة، ويجرى بجوارهم عدد من المساجين يحملون أدواتهم الشخصية وحقائبهم، ويشير لهم الضباط بأيديهم للإسراع، وأصوات الضباط ومن بجوارهم تتعالى: «مبروك يا رجالة وكفارة». إلى جانب فيديو آخر بعنوان «أول فيديو هروب المساجين فى ثورة الغضب»، يظهر فيه سور أحد السجون من الخارج، ويقوم العديد من المسجونين بالقفز هربا، ويسمع تباعا إطلاق أعيرة نارية. وفيديو بعنوان «هروب المساجين من السجن وتجاوزات الداخلية»، ويظهر فيه مقطع من برنامج «مباشر مع عمرو أديب»، ويظهر فيه مع المذيعة رولا خرسا أثناء مداخلة تليفونية من شخص يتحدث بلهجة مصرية، ويدعى حسن المناخلى، أحد الهاربين التابعين لشبكة حزب الله، وقرر أنه كان مسجوناً بسجن المرج، وفى الساعة 2 صباحا سمع صوت إطلاق نار كثيف، وضرب حرس السجن النار فى محاولة الهروب، وأطلقت عليهم غازات مسيلة للدموع، وفى اليوم التالى تبينوا هروب جميع قيادات السجن وأفراده، فقام وزملاؤه بإحداث فجوات وسط الزنزانة وخرجوا منها، حيث كانت جميع أبواب السجن مفتوحة بعد كسره واقتحامه من قبل البدو، وقرر أن حراس السجن اهتموا بعدم إخراج العجول، تنفيذا لتعليمات السماح للمساجين فقط بالخروج.
واطلعت اللجنة على فيديو بعنوان «سجن المرج العمومى»، يظهر فيه بعض مجندى الشرطة يقفون أمام بوابة السجن وبأيديهم أسلحة آلية، ثم يمرون إلى داخل السجن ويظهر باب السجن مغلقاً، ويقف مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس مدنية ويمسك أحدهم بما يشبه البندقية، ويسمع صوت إطلاق أعيرة نارية ودخان ينبعث من داخل السجن، ثم تظهر بوابة السجن مفتوحة على مصراعيها، ويقف أمامها هؤلاء الأشخاص الذين يدخلون عبر البوابة ثم يفرون هربا من طلقات رصاص نحوهم من داخل السجن، وفى الساعة 9: 45 يظهر أحد الأشخاص من داخل السجن، يحاول التقدم ممسكاً سلاحا آليا ويتفادى الطلقات الآتية من الاتجاه المقابل من داخل السجن.
وأورد التقرير فيديو بعنوان «فرار أيمن نوفل وحسان المعتصم القوت وسليمان ماضى»، يظهر فيه تقرير من قناة B.B.C، أعده مراسل القناة شهدى الكاشف، من مخيم البريج للاجئين بغزة، واستضاف بعض المسجونين فى قضية حزب الله الذين تمكنوا من الهرب، وهم أيمن نوفل وحسان القوت وسليمان ماضى، ولم يدلوا بمعلومات حول كيفية هروبهم. كما يظهر فيديو بعنوان «هروب جماعى لعشرات المساجين»، عرضته قناة العربية، هروبا جماعيا لعدد من المساجين من بوابة أحد السجون، وقررت القناة أنه سجن وادى النطرون، وأوضحت أن وزير الداخلية السابق أعلن أن عدد الهاربين سبعة عشر ألف سجين. كما اطلعت اللجنة على فيديو بعنوان «هروب المساجين ومجزرة فى (أبوزعبل)»، يوضح من داخل السجن إصابة بعض المساجين بأعيرة نارية، وصوت إطلاق رصاص، كما يوضح وجود بعض أفراد الشرطة بفناء السجن، ومحاولة السيطرة على الموقف، ونشوب حريق بخزان مياه بسطح أحد المبانى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق