قبل أن تنتهى الحرب الأمريكية على العراق فى عام 2003 أرسلت جريدة الشرق الأوسط فى لندن لمكتبها بالقاهرة مجموعة مقالات أمريكية لترجمتها وإعادة نشرها بالعربية على صفحات الصحيفة، ولفت انتباهى حيث كنت أعمل فى الشرق الأوسط، مقال بعنوان اليوم التالى.
كان كاتب المقال يبحث فى سيناريوهات اليوم التالى للاحتلال الأمريكى للعراق، وهل على الأمريكيين التعامل مع أركان النظام السابق، أو التخلص منه، والاعتماد على قوى المعارضة التى عادت إلى العراق على ظهر الدبابات الأمريكية، وخلص إلى أنه من الضرورى عدم تفكيك ما تبقى من الجيش والشرطة العراقية، حفاظا على كيان الدولة العراقية.
صحيح أن الإدارة الأمريكية لم تأخذ بهذا الاقتراح، وشرع الحاكم الأمريكى للعراق فى القضاء على كل ما تبقى من الدولة العراقية وهو ما أدى إلى حالة من الفوضى، لا تزال مستمرة منذ 8 سنوات، أفرزت الطائفية والقبلية والعرقية، وكل ما هو سىء، وأصبح العراق عمليا مقسم إلى ثلاث مناطق أو دويلات، لكن فكرة اليوم التالى للحدث الكبير غالبا ما تسيطر على المفكرين والسياسيين وصناع القرار، فلا يقدمون على خطوة دون أن يعرفوا الخطوة التالية والتى تليها وهكذا.
فى مصر لا يبدو أننا من المغرمين بفكرة اليوم التالى، فحين ثار رجال الأزهر وكبار التجار على الوالى العثمانى فى مصر، واتخذوا قرارا بعزله، لم يكن لدى النخبة المصرية تصور لليوم التالى لذلك اجتمعوا بعد ذلك للبحث فى الخيار التالى،، وقرروا تولية قائد جنده محمد على الذى سرعان ما انفرد بالدولة المصرية، وحولها إلى إمبراطورية له ولأولاده من بعده، وشرع فى اليوم التالى لتوليه فى عزل والقضاء على من ساندوه وأوصلوه للحكم.
وحين ثار عرابى من أجل تحديث الجيش المصرى وجعله جيشا وطنيا، كان اليوم التالى بالنسبة له ما تفرضه عليه الظروف، وليس ما خطط له، لذلك انتهت ثورته باحتلال إنجليزى لمصر، وبدلا من أن تصبح ثورة عظيمة سماها المصريون هوجة!
وحين نزل المصريون إلى الشوارع فى الخامس والعشرين من يناير لم يكن إسقاط النظام هدفا فى ذلك الوقت، لكنه تتطور فى الشارع، ومن ثم سقط النظام أو تخلى رأسه عن السلطة فى الحادى عشر من فبراير، ومنذ هذا التاريخ لم نبرح محل أقدامنا ولم نفكر ماذا سنفعل فى اليوم التالى.. لأننا غالبا لا نعرف غير الخطوة الأولى، ومن ثم لا ننظر إلا تحت أقدمنا وغالبا ما نتفرغ للماضى والانتقام.. ربنا يدومها عادة!
كان كاتب المقال يبحث فى سيناريوهات اليوم التالى للاحتلال الأمريكى للعراق، وهل على الأمريكيين التعامل مع أركان النظام السابق، أو التخلص منه، والاعتماد على قوى المعارضة التى عادت إلى العراق على ظهر الدبابات الأمريكية، وخلص إلى أنه من الضرورى عدم تفكيك ما تبقى من الجيش والشرطة العراقية، حفاظا على كيان الدولة العراقية.
صحيح أن الإدارة الأمريكية لم تأخذ بهذا الاقتراح، وشرع الحاكم الأمريكى للعراق فى القضاء على كل ما تبقى من الدولة العراقية وهو ما أدى إلى حالة من الفوضى، لا تزال مستمرة منذ 8 سنوات، أفرزت الطائفية والقبلية والعرقية، وكل ما هو سىء، وأصبح العراق عمليا مقسم إلى ثلاث مناطق أو دويلات، لكن فكرة اليوم التالى للحدث الكبير غالبا ما تسيطر على المفكرين والسياسيين وصناع القرار، فلا يقدمون على خطوة دون أن يعرفوا الخطوة التالية والتى تليها وهكذا.
فى مصر لا يبدو أننا من المغرمين بفكرة اليوم التالى، فحين ثار رجال الأزهر وكبار التجار على الوالى العثمانى فى مصر، واتخذوا قرارا بعزله، لم يكن لدى النخبة المصرية تصور لليوم التالى لذلك اجتمعوا بعد ذلك للبحث فى الخيار التالى،، وقرروا تولية قائد جنده محمد على الذى سرعان ما انفرد بالدولة المصرية، وحولها إلى إمبراطورية له ولأولاده من بعده، وشرع فى اليوم التالى لتوليه فى عزل والقضاء على من ساندوه وأوصلوه للحكم.
وحين ثار عرابى من أجل تحديث الجيش المصرى وجعله جيشا وطنيا، كان اليوم التالى بالنسبة له ما تفرضه عليه الظروف، وليس ما خطط له، لذلك انتهت ثورته باحتلال إنجليزى لمصر، وبدلا من أن تصبح ثورة عظيمة سماها المصريون هوجة!
وحين نزل المصريون إلى الشوارع فى الخامس والعشرين من يناير لم يكن إسقاط النظام هدفا فى ذلك الوقت، لكنه تتطور فى الشارع، ومن ثم سقط النظام أو تخلى رأسه عن السلطة فى الحادى عشر من فبراير، ومنذ هذا التاريخ لم نبرح محل أقدامنا ولم نفكر ماذا سنفعل فى اليوم التالى.. لأننا غالبا لا نعرف غير الخطوة الأولى، ومن ثم لا ننظر إلا تحت أقدمنا وغالبا ما نتفرغ للماضى والانتقام.. ربنا يدومها عادة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق