عودة عمر أفندي!
بقلم: د.عبد المنعم سعيد
702
نحمد الله ونشكره علي عظيم فضله بعد أن حكمت الأحكام بعودة محلات عمر أفندي إلي أهلها من المصريين بعد أن غابت في غربة الخصخصة سنوات طويلة تنتقل من فساد إلي فساد,
ومن خراب إلي آخر, حتي أصيب الاقتصاد القومي بالمرض العضال بعد أن ضاعت عليه الأرباح الطائلة, والسلع المعمرة, والملابس الصينية الفاخرة التي كان يوفرها لأهل المحروسة الطيبين.
ذهبت أيام المحنة التي غاب فيها عمر افندي عن السوق المصرية حتي سيطرت عليه سلاسل التوحيد والنور ومولات سيتي ستارز وداندي والعرب والفريست والمئات منها في شرق البلاد وغربها. وهي كما هو معلوم للكافة لا تعبر عن الشخصية القومية, والروح الوطنية, التي كان يمثلها عمر افندي الذي كان يقبل خسائر طائلة من أجل زبائنه المحترمين, ولديه من الموظفين من يفهم حاجات المصريين وحالتهم السيكولوجية وفقا للتقاليد التي أرساها العظيم حسن شحاتة مع الفريق القومي لكرة القدم.
عاد عمر افندي مرة أخري ممثلا للتاريخ المصري كله, فقد ولد في العصر الملكي حتي بات منافسا عنيدا لكبريات عصره من المحلات اليهودية مثل صيدناوي وبنزايون وداود عدس وشالون وغيرهم; ثم عبر مع الأمة إلي العصر الثوري بعد ثورة يوليو المجيدة التي أسبغت عليه بركتها فدخل إلي ساحة الملكية العامة مؤمما كريما ورائعا حتي أنه كان قادرا في بعض السنوات أن يحقق ربحا قدره مليوني جنيه من81 فرعا في الجمهورية كلها رغم بعد الشقة والمسافة.
عاد عمر افندي بعد أن تم النصر علي الفساد في جميع أشكاله وأطرافه الأخطبوطية التي عشعشت علي قلب مصر طوال السنوات الماضية حتي أخذت منها الشركة العريقة وأعطتها لشركات ما سمع أحد بها من قبل. ومع العودة المظفرة توقفت حملة بيع مصر التي نجحت في بيع نصف شركات القطاع العام ـ314 شركة ـ علي مدي ثلاثين عاما, وبوسع الوزارة المصرية وطاقمها الاقتصادي المجد أن يسعد الآن بعد عودة واحدة من أصوله العظيمة والتاريخية ليس فقط للدماء التي سوف يعيدها للاقتصاد القومي بعد طول فراق, وإنما أيضا لوقوفها وصمودها أمام ما انتشر في البلاد من سقيم المولات والمحلات والبوتيكات المتخصصة في آخر موضات المحجبات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق