عن الإدانة والإعلام.. وهيكل والأحلام
نفسى أفوق شوية من التعذيب الإعلامى الذى ينفجر فى صوت واحد واتجاه واحد وتأليف واحد.. كله زى بعضه إلا أقل القليل.. تلطيش وصراخ وشتائم وسباب وقذف.. عَمَّال على بطال.. بلا قانون ولا حق ولا ضابط ولا رابط، لأننا فى عصر الحرية.. اللى عاوز يقول أى حاجة على أى شخص يتفضل.. خناقة لا معقولة لا أخلاقية.. إعلامية مليونية.. خلاص بقى!!..
ارحمونا شوية.. خلاص يا إخوانا أصحاب الصحافة والإعلام والأقلام، تم المطلوب و«زيادة».. كان المطلوب هو «مرمطة» رئيس الدولة وزوجته وأسرته وباقى رجال ونساء المرحلة كلها.. «المرمطة» و«البهدلة» و«مسح البلاط» وليس المحاكمة ولا الحساب.. وخلاص تم حصد النتيجة وتمت العملية بنجاح منقطع النظير.. والله العظيم تلاتة بالله العظيم خلاص.. الناس كلها ماشية فى الشارع تردد كلام الصحافة والتليفزيون والإذاعة.. كل الناس، وهم الآن فى انتظار المليارات والإعدام.. المليارات لهم والإعدام لكل الناس دى.. واحد واحد.. وواحدة واحدة.. لذلك تعجبت عندما صرح المستشار الجوهرى بأنه لم يتم التحقق من وجود أى أموال بالخارج تخص أياً من أسرة مبارك حتى الآن؟!!
لمن يوجه سيادة المستشار قوله هذا؟ بعد قرابة الشهور الأربعة والملايين تتابع أخبار المليارات القادمة من الخارج، والملايين تتابع لجاناً بكامل هيئاتها أخذت على عاتقها إعادة الأموال، وكله بالورقة والقلم والمستندات، لذلك جاءت كلمات المستشار الجوهرى فى الوقت الضائع.. لم يسمع أحد، وإذا سمع لن يلتفت، والذى التفت يقول: (ما خلاص حصل التواطؤ والتباطؤ وسابوا الناس دى تظبط أوراقها وتخفى بلاويها وطلعوا فلوسهم).. يا ابن الحلال الناس دى مضت على إقرارات بالكشف عن أموالهم بالخارج والداخل وسوف يتم هذا بالقانون.. (هانطلع مليونية).. طيب الدكتور فتحى سرور تم إخلاء سبيله من الكشف غير المشروع وثبت إنه رجل شريف..
(نعم؟!! ده رجل قانون ستف أوراقه وحاله ومحتاله من بدرى ونفذ منها).. يا سيدى.. بيعمل بالقانون وعنده مكتب استشارات دولية قانونية منذ سنوات طويلة، وطبيعى أن تكون لديه أموال (ويدفعوه ميتين ألف بس «ليه»؟ هو عنده كام حضرته) يا عمى دى كفالة مالهاش دعوة بالبدنجان وكمان خرج على ذمة قضية تانية خالص (إنت ثورة مضادة وفلول ومتعاطف مع الرئيس السابق وسوزان.. لازم تروح القناطر وهانزل مليونية ومبارك يروح طرة وهانزل مليونية).
وهكذا سيداتى آنساتى سادتى.. تمت الإدانة التامة وكما توقعت لن يستطيع أحد أن يقنع فرداً واحداً بأن القانون هو الفيصل.. أو أنه يحتمل مجرد احتمال أن يكون هناك أبرياء أو شرفاء، وهذا هو سحر الإلحاح الإعلامى الذى يفوق قوة المدفع والصاروخ، الذى يستطيع أن يصنع الأبطال والزعماء والرؤساء بالقدر نفسه الذى يصنع به الخونة والمجرمين والسفاحين..
يستطيع أن يجعلنا نهتف ونشرخ الحناجر بحياة الديكتاتور، ونصرخ أيضاً بسقوط الحرية والديمقراطية.. والإعلام هو الذى يجعل أمريكا تصرح بأن مجازر إسرائيل دفاع عن النفس، وأن شارون رجل سلام، وأن كل فلسطينى إرهابى.. وأن صدام لابد أن يحارب من أجل أن يأخذ درساً فى الديمقراطية لن ينساه، وأن بترول العراق للعراق.. أمريكا هى التى تصرخ لكل شعوب الأرض ورؤساء الدول بأن يراعوا حقوق الإنسان بينما هم يصنعون «أبوغريب» و«جوانتانامو» على مزاجهم.. هذا هو الإعلام وهذه هى قوته وهذا هو عصره.
وآخر جملة طريفة سمعتها من واحد عاقل جداً: (لأ.. لأ.. إحنا عاوزين القانون ياخد مجراه والعدالة تشوف شغلها.. نحاكم مبارك وبعد كده نعدمه).
ومن فرط سعادة الشباب بالمرمطة الرئاسية، التى خدمهم فيها الأستاذ هيكل خدمة جامدة جداً.. قال الشباب: (أهوه كده عشان الرئيس اللى جاى يتعظ ويمشى عدل.. آه يمشى على العجين ما يلخبطوش وكمان مش عاوزين لا زعيم ولا رمز.. ولا هيبة ولا شخصية ولا كاريزما عاوزين واحد يشتغل موظف.
رئيس يشتغل موظف عند الشعب ويمشى زى الـ.. لا مؤاخذة..).. وطبعاً الخيال سوف يشطح فى العدد الهائل من الرجال ذوى الكفاءة والقدرة، والذين سوف يسرعون ويهرولون فى طابور الترشيح.. وأنا عندى رأى يوفر كتير.. إحنا ممكن نتفق مع شركة «أمن خاصة» تبعت لنا واحد بألف جنيه فى الشهر مفيش غيرهم.. وهايشتغل رئيس من تمانية صباحاً لغاية الساعة أربعة العصر وله وجبة واحدة.. ولو فيه ظروف وطوارئ مثلاً ياخد نبطشيتين يعنى من تمانية صباحاً لغاية نص الليل نديله ألف ونص على الجزمة القديمة ووجبتين وقزازة بيبسى، ولو قال «بم» نرجعه ونجيب غيره ونخصم له أسبوع ونطفحه اللى أكله.. أما بقى لو عاوزين حد مقيم إقامة كاملة هاتبقى مشكلة لأن الفلبينى بياخد بالدولار.
ومن الأشياء المحيرة أن الأستاذ هيكل مازال يبذل مجهوداته من أجل الغير، لأنه بطبعه عطاء وغيرى.. رغم أنه يمتلك من المستندات ما يثبت أن عبدالناصر هو بانى هرم سقارة، وأن السادات عمل فنجان قهوة لجون كينيدى، وأن مبارك كان فى الأصل صاحب مقلة لب.. رغم كل هذه القدرات لكنه أعلن أنه يرشح سيادة المشير طنطاوى لرئاسة الجمهورية.. لماذا لا يقدم خدماته لنفسه؟ أنا شخصياً أرشح الأستاذ لرئاسة الأمة المصرية، وسوف أجمع تريليون توقيع، وهاعمل خمس مليونيات من أجله، ولن نرهقه بالمطالب.. فقط تأمين امتحانات الثانوية العامة القادمة، وإطعام الشعب المصرى فى رمضان..!! صعبة دى؟ وأهم ما فى هذه المهمة هو أن يكفر الأستاذ هيكل عن حرقة دمنا، وتزييف أيامنا وتاريخنا وسنينّا منذ عام 1952 وحتى اليوم، وهو تكفير لو يعلم عظيم.
من الأشياء المحيرة جداً الأستاذ أوباما ده راخر.. بخيل وجلدة وشحيح، يعنى يشترى كتاب الأديب اللوذعى «وائل غنيم» عن الثورة باتنين مليون دولار وييجى يهز طوله ويعفى «مصر الديمقراطية» من ديون بمليار دولار مفيش غيره؟.. لأ.. سورى.. فيه ضمانات بمليار آخر للتنمية.. ما اعرفش يعنى إيه الصراحة.. المهم، أنا باصدق أى كلام ييجى من ناحية الأمريكان لأنهم ناس زى الفل وكمان مايعرفوش يكدبوا خالص.
باحلم إنى صحيت الصبح لقيت كل الصحف والفضائيات والإذاعة والناس تتحدث عن حلول للأمن فى الشارع المصرى، وعن مساعدة الجماهير للشرطة مساعدة قلبية وبجد.. وإن النظافة والنظام عادا إلى الشوارع، وإن عربات حمص الشام والكشرى والبليلة قد عادت إلى أماكنها الطبيعية، وأن الطريق الدائرى أصبح فيه مرور واختفى منه البلطجية والهجامة والحوادث، وإن عربات الشرطة تسير ليلاً تصدر أصواتاً كنا نقلق منها زمان، ونبحث عنها الآن.. أحلم بعودة العمل وبسرعة وبكثافة وبزيادة فى الساعات فى كل مكان فى مصر.. وبعقاب كل من يمتنع عن العمل بعقوبة مبالغ فيها.. وعقاب كل من يتظاهر فى الشوارع من أجل أى شىء..
ومن الأشياء المحيرة أن الأستاذ هيكل مازال يبذل مجهوداته من أجل الغير، لأنه بطبعه عطاء وغيرى.. رغم أنه يمتلك من المستندات ما يثبت أن عبدالناصر هو بانى هرم سقارة، وأن السادات عمل فنجان قهوة لجون كينيدى، وأن مبارك كان فى الأصل صاحب مقلة لب.. رغم كل هذه القدرات لكنه أعلن أنه يرشح سيادة المشير طنطاوى لرئاسة الجمهورية.. لماذا لا يقدم خدماته لنفسه؟ أنا شخصياً أرشح الأستاذ لرئاسة الأمة المصرية، وسوف أجمع تريليون توقيع، وهاعمل خمس مليونيات من أجله، ولن نرهقه بالمطالب.. فقط تأمين امتحانات الثانوية العامة القادمة، وإطعام الشعب المصرى فى رمضان..!! صعبة دى؟ وأهم ما فى هذه المهمة هو أن يكفر الأستاذ هيكل عن حرقة دمنا، وتزييف أيامنا وتاريخنا وسنينّا منذ عام 1952 وحتى اليوم، وهو تكفير لو يعلم عظيم.
من الأشياء المحيرة جداً الأستاذ أوباما ده راخر.. بخيل وجلدة وشحيح، يعنى يشترى كتاب الأديب اللوذعى «وائل غنيم» عن الثورة باتنين مليون دولار وييجى يهز طوله ويعفى «مصر الديمقراطية» من ديون بمليار دولار مفيش غيره؟.. لأ.. سورى.. فيه ضمانات بمليار آخر للتنمية.. ما اعرفش يعنى إيه الصراحة.. المهم، أنا باصدق أى كلام ييجى من ناحية الأمريكان لأنهم ناس زى الفل وكمان مايعرفوش يكدبوا خالص.
باحلم إنى صحيت الصبح لقيت كل الصحف والفضائيات والإذاعة والناس تتحدث عن حلول للأمن فى الشارع المصرى، وعن مساعدة الجماهير للشرطة مساعدة قلبية وبجد.. وإن النظافة والنظام عادا إلى الشوارع، وإن عربات حمص الشام والكشرى والبليلة قد عادت إلى أماكنها الطبيعية، وأن الطريق الدائرى أصبح فيه مرور واختفى منه البلطجية والهجامة والحوادث، وإن عربات الشرطة تسير ليلاً تصدر أصواتاً كنا نقلق منها زمان، ونبحث عنها الآن.. أحلم بعودة العمل وبسرعة وبكثافة وبزيادة فى الساعات فى كل مكان فى مصر.. وبعقاب كل من يمتنع عن العمل بعقوبة مبالغ فيها.. وعقاب كل من يتظاهر فى الشوارع من أجل أى شىء..
من أول عمر عبدالرحمن وحتى عبير وكاميليا.. أحلم بإغلاق القنوات الدينية، مسيحية وإسلامية، وبتجريم أى صحفى يؤلف أفلاماً ساقطة من أجل إشعال الفتنة والحرب الأهلية، بسبب التى أسلمت والتى تنصرت.. أحلم بوزارة قوية تأخذ قرارات، أى قرارات.. بوزراء شجعان لا ترتعش فى أيديهم الأقلام وهم ينظرون لأهل (طرة) ويخافون من ورقة عليها توقيع أحدهم.. وزراء غير هؤلاء الذين يناشدون الجماهير، ويحلفوهم برحمة ماما أن يعودوا للعمل، والذين يقولون بكل خجل «إن مصر أوشكت على الإفلاس» ولو فيها زعل «سورى» يعنى.. أحلم بحزم وشدة.. أحلم بإلغاء انتخابات البرلمان لأنها ستكون كارثة حتى إذا حدثت معجزة وتمت بدون إراقة دماء..
استفتاء رئاسى وخلصونا.. أى دستور من أي بلد، وترجموه وخلاص، بس شيلوا العمال والفلاحين.. أحلم بـ«التوك شو» والكاميرات تدور على المدارس وعلى المصانع وفى الشوارع تحث على العمل والنظام والأمن.. وباحلم بأسبوع واحد بس ما اسمعش فيه شتيمة وقلة حياء فى الناس قليلى الحيلة، الذين يجلسون خلف القضبان حتى نرى سطوة القانون وقوته وجلاله.. لأن القانون هو الحل.. أنا لا أحلم لنفسى فقد أيقنت أن العمر لن يمتد حتى أرى الوطن العزيز، وقد عاد قوياً واقفاً على قدمين.. ولكنى أحلم لأبنائى وأبنائكم وأحفادى وأحفادكم.
أخبار بارزة:
0
تاريخ النشر:
Sat, 21/05/2011 - 08:00Source URL (retrieved on 09/06/2011 - 16:00): http://www.almasryalyoum.com/node/445674
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق