مؤامرة انسحاب الشرطة>>> محمد حمدى
السبت، 11 يونيو 2011 - 21:25
منذ 28 يناير وحتى الآن، لا يتوقف بعض الناس عن الحديث، عما أسموها، مؤامرة انسحاب الشرطة، وترك البلاد نهبا للبلطجية، مع ملاحظة أن نفس الاتهام قيل فى اليومين الأولين للثورة التونسية، دون ابتكار أو تغيير أو تفكير.
وقبل أيام كان وزير الداخلية منصور العيسوى فى برنامج العاشرة مساء يجيب عن التساؤل، ولكن فى صورته الجديدة، أين الشرطة؟.. لماذا لا تعود إلى الشارع؟
وبدأ الرجل يتحدث لأول مرة بالأرقام والمعلومات، ومن بين مقال أن 1800 سيارة تابعة للشرطة تعرضت لتدمير كامل، إضافة إلى 3200 سيارة أخرى تعرضت إلى تدمير جزئى، وجرى اقتحام وتدمير 100 قسم شرطة وسجن، وإطلاق السجناء، وسرقة سلاح الشرطة.
لكن المذيعة النابهة لم يستوقفها كل تلك المعلومات، ولم تحاول استيضاحها، ومعرفة التفاصيل، مثل عدد ونوعية أسلحة الشرطة التى سرقت من أقسام الشرطة، وما تم استعادته منها. فحسب بعض المعلومات المتواترة سرقت من تسليح الشرطة نحو 20 ألف بندقية ومسدس، ماذا عاد منها؟.. لم نعرف.
وأخذ الوزير يتحدث عن صعوبة تغطية الجمهورية بدوريات شرطية راكبة، رغم الحصول على 400 سيارة من القوات المسلحة، خص القاهرة منها النصف، وذهب النصف إلى باقى أنحاء الجمهورية.
خلاصة ما قاله الوزير إن البنية التحتية للشرطة تعرضت لتدمير كبير جدا، شمل السيارات اللازمة لتنقل رجال الأمن، والسلاح اللازم لتأمينهم، فهل كان حريق وسرقة عتاد الشرطة جزء من مؤامرة شرطية لبث الرعب فى نفوس الناس؟.. أم أن رجال الشرطة انسحبوا من مواقعهم لعدم قدرتهم على الحفاظ عليها.
كنت فى الشارع يوم 28 يناير، نزلت من بيتى فى المعادى سيرا على الأقدام، مرورا بمصر القديمة حيث تم اقتحام قسم شرطتها وإحراقه، ثم منطقة الملك الصالح حيث كانت تدور معركة حامية الوطيس على مقربة من منطقة أبو السعود، ثم دخلت إلى المنيل حيث كانت المواجهات تدور فوق كوبرى عباس وكوبرى الجامعة، أما فى شارع قصر العينى والمنيرة، فقد كانت هناك اشتباكات ومعارك كل عدة أمتار.
وفى كل شبر فى القاهرة ومعظم المحافظات المصرية كانت الشرطة تشتبك مع المتظاهرين، الذين قهروا الشرطة وهزموها فى الشوارع، بينما جرى هجوم على الأقسام ومديريات الأمن والسجون، لتهريب مساجين جنائيين، إلى جانب مساجين حماس وحزب الله.
خلاصة ما شهدته أن الشرطة لم تتواطئ أو تهرب من الشوارع وتفسح المجال للبلطجية، لكنه تم تشتيتها فى الشوارع، وفقد الضباط الاتصال بالقيادة التى ارتبكت بشكل كبير جدا ولم تعد قادرة على اتخاذ قرارات صائبة، فعمل كل ضابط من دماغه، ووفقا للموقف على الأرض كما يعيشه.
هذه إجابة السؤال المؤامرة بكل بساطة، ويبقى أن نتوقف عن طرح هذا السؤال الساذج، وأن نمد جميعا يد العون للشرطة حتى تسترد عافيتها وتعود إلى الشارع بشكل جديد ومحترم، وهذا سيستغرق وقتا، يقل كلما كنا فى ظهر الشرطة ندعمها ونشد أزرها. mhamdy12@yahoo.com
© 2009 جميع حقوق النشر محفوظة لليوم السابع و يحظر نشر أو توزيع أو طبع أى مادة دون إذن مسبق من الجريدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق