منظمات أمريكية تمول ثقافة الفوضى
الخميس, 21 يوليو 2011 22:00 |
محمد شعبان لا تريد منظمات التمويل المدني الأمريكية أن تهدأ.. فمازالت توجه الضربات المتتالية الي مصر وتضع نصب أعينها مخططاً لضرب الاستقرار فيها وتسعي الي تنفيذه وجهزت تلك المنظمات أسلحة من العيار الثقيل لنشر ثقافة الفوضي والعصيان المدني التي تنادي بها. ولم تنجح محاولات الحماية وتوفير الغطاء لمنع تسرب تلك المنظمات الي داخل المجتمع فهناك أفراد بعينهم في جماعات احتجاجية معينة تنفذ اجندات خاصة تمثل النواة الحقيقية لعمل تلك المنظمات في مصر فميدان التحرير يمتلئ بالعشرات من جنود تلك الجماعات ينفذون عمليات خاصة أشبه بالصاعقة لجرجرة مصر بأكملها الي عصيان مدني يوقف معه كل مظاهر الحياة في مصر ويضرب الاستقرار في مقتل وليس معني ذلك ان ثوار التحرير هم كل الجنود فالعكس صحيح تماماً فالثوار هم أطهر وأنبل أفراد الشعب وضعوا هدفاً نبيلاً وهو التخلص من نظام فاسد ولكن تسرب بين هؤلاء مثل الفيروس بعض الأشخاص الذين يريدون تلويث سمعة الثورة المصرية التي شهد لها العالم بالنقاء.ولم ينجح عصام شرف في وقف زحف جنود المنظمات الأمريكية علي ميدان التحرير فبعد إعلان السفيرة الأمريكية الجديدة أنا باتريسون خلال جلسة عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي ان الولايات المتحدة أنفقت منذ ثورة «25 يناير» 40 مليون دولار قالت انه لـ«دعم الديمقراطية في مصر» دون تفصيل وقالت ان «600» منظمة مصرية تقدمت بطلبات للحصول علي منح مالية أمريكية لدعم المجتمع المدني عن انفاق «40» مليون دولار حصلت عليها «600» جمعية ومنظمة مصرية لدعم الديمقراطية وحرية الإنسان. وبعد هذا التصريح نهض شرف من سباته العميق وأعلن عن تشكيل لجنة تقصي حقائق للوصول الي الحقائق الكاملة وكشف أسماء تلك المنظمات في مصر الا ان المصادر كشفت عن انه لم يتم تشكيل اللجنة حتي الآن ولم يتم الاستقرار علي أسماء بعينها وبالتالي فإن جدار الحماية المخترق فشل في حماية ميدان التحرير من هؤلاء وأثبت شرف من خلال تلك الواقعة انه غير قادر علي الإدارة وما يؤكد المخطط الهدام لتلك المنظمات هو ما دعي اليه بعض الافراد في ميدان التحرير من عصيان مدني في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم وهو ما رفضته أغلب ائتلافات شباب الثورة ودعوا الي الالتزام بمبادئ الثورة والاعتصام حتي تتحقق المطالب ولكن مازالت مجموعات بعينها تحاول جرجرة الثوار في ميدان التحرير الي الإعلان عن العصيان المدني ولكنها لم تحقق أهدافها الي الآن. والغريب أن تلك الدعوة تزامنت مع دعوة أطلقتها منظمة فريدوم هاوس علي صفحتها الرسمية قالت فيها ان المنظمة تدعو الي عمل ممنهج تضع فيه خبرة مائة عام من الحركات الاحتجاجية فأمريكا تدفع الملايين لجماعات حقوق الانسان في العالم العربي وتظللهم بحمايتها لينتهكوا القانون ويخترقوا الأمن القومي في بلادهم باسم الديمقراطية والحرية فهناك «كتالوج» أعده بيتر أكرمان ليرجع اليه كل من يريد أن يقوم بثورة. وبيتر أكمان لمن لا يعرفه هو مدير المركز الدولي للصراعات غير العنيفة وأيضاً يرأس منظمة بيت الحرية فريدوم هاوس التي تمول منظمات حقوقية وافراداً بعينهم في مصر ومن ضمن أهدافه تغيير الانظمة بوسائل الاضراب والمقاطعة والاحتجاجات والمظاهرات والعصيان المدني ولدي أكرمان هدف محدد يسعي اليه وهو تشجيع جماعات المعارضة المحلية في الوصول الي السلطة. الدعوة التي نشرت علي الموقع الرسمي لمنظمة فريدوم هاوس والتي تعني بيت الحرية الأمريكية كشفت عن دور ناشيونال انداومنت «الوقف الأمريكي للديمقراطية» الذي يمول مركز استقلال القضاء والمحاماة في تمويل منظمة فريدوم هاوس ودعمها بالمعلومات والخبرات في سبيل تحقيق هدف اختراق الدول والاطاحة بالأنظمة الحاكمة فيها وتري تلك المنظمة ان مصر الي الآن دولة غير حرة. وأصدرت المنظمة كتيباً يشمل «67» طريقة لقلب نظم الحكم من خلال منظمات المجتمع المدني بتكتيكات المقاطعة والمظاهرات الكبري وتعطيل المرور والاضرابات والاعتصامات والعصيان المدني وتجريد الحكام من الشرعية وتقليص مصادر دعمهم من خلال تحويل ولاءات من يحمونهم من الشرطة والجيش والمخابرات. وتحدثت دعوة المنظمة عن دعوي العصيان المدني وشلل الاقتصاد بسبب توقف العمال عن العمل وتوقف الموظفين عن القيام بالأعمال الإدارية وتراخي رجال الجيش والشرطة عن تنفيذ المهام المنوطة بهم وهي نفس الدعوة التي اطلقها بعض شباب ميدان التحرير واعترض عليها أغلب الثوار ولذلك لم يكن غريباً أن ينتبه الجيش في بيانه الذي ألقاه اللواء محسن الفنجري الي تلك النقطة وقال بالحرف الواحد ان انحراف البعض بالتظاهرات والاحتجاجات عن النهج السلمي يؤدي الي الاضرار بمصالح المواطنين وحذر من ترديد الشائعات التي تؤدي الي الفرقة والعصيان وتخريب الوطن فالمجلس العسكري يعلم جيداً حقيقة تلك المنظمات وأهدافها التخريبية ضد مصر. ولم يقتصر الأمر علي ذلك ولكن بحسب مصادر من داخل فندق شيراتون القاهرة أكدت للوفد الأسبوعي «أنه في يوم الأربعاء الماضي تم حجز 15 غرفة و3 قاعات مؤتمرات مكيفة عن طريق شركة «توماس كوك» للسياحة عن طريق احد ائتلافات شباب الثورة وأوضحت المصادر ان الائتلاف طلب تأجير أمن خاص بهم لمنع أي شخص من الدخول إليهم اثناء المشاركات والمؤتمرات التي تنظمها احدي منظمات حقوق الانسان الأمريكية «iri» لتدريب شباب الائتلاف علي كيفية الاستيلاء علي الحكم واعلان حكومة ثورية بقيادة البرادعي وممدوح حمزة. وبحسب المصادر أيضاً التي كشفت عن قيام حركة «6 أبريل» بحجز «26» غرفة أخري عن طريق نفس الشركة السياحية في نفس الفندق لتنظيم المسيرات الحاشدة من قلب ميدان التحرير الي أماكن عديدة في وسط القاهرة. وبحسب الوثيقة التي سربها موقع ويكيلكس مؤرخة بتاريخ «30 ديسمبر 2008» ونشرتها صحيفة الديلي تليجراف ان حركات احتجاحية نشأت في تلك الفترة في مصر قد اتفقت منذ ذلك الوقت علي اسقاط نظام مبارك بحلول عام 2011 وأن أحد أعضاء حركة «6 أبريل» تم شطب اسمه من الوثيقة عبرت عن ارتياحها من اللقاءات التي أجراها مع المسئولين الأمريكيين آنذاك بعد مشاركته في قمة تحالف حركات الشباب في نيويورك نقلت البرقية أن أمن الدولة اعتقله عندما وصل مطار القاهرة وصادر جميع الأوراق التي بحوزته بشأن المؤتمر ولقاءاته التي أجراها بالولايات المتحدة. ورغم نفي حركة «6 أبريل» التفاصيل التي جاءت بالوثيقة وانكرت علاقتها بالمتهم الا ان جريدة نيويورك تايمز كشفت في عددها الشهر الماضي عن أن عدداً من شباب الحركات الاحتجاجية في العالم العربي منها حركة شباب «6 أبريل» في مصر والمركز البحريني لحقوق الانسان تلقوا تدريباً ودعماً من منظمات أمريكية منها المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الوطني الديمقراطي «ndi» بالإضافة الي مؤسسة فريدوم هاوس. وهناك أيضاً بالاضافة الي ذلك عدد آخر من الجهات الأمريكية المانحة للمعونة منها منظمة «فورد» ومكتب «دياكونيا» ومنظمة «سيجرد رواتنج» بالاضافة الي السفارة الأمريكية نفسها تقرير سابق لهيئة الرقابة الإدارية صدر قبل اندلاع ثورة يناير كشف عن وجودأسماء «26» جمعية تحصل علي اموال من منظمات أمريكية بموجب القرار الصادر من الكونجرس بدعم منظمات دون الرجوع الي الحكومة المصرية منها جمعيات قضايا المرأة والمؤسسة المصرية لتنمية الأسرة وجمعيات حقوق الانسان لمساعدة السجناء والمركز المصري لدعم المنظمات الأهلية ومؤسسة عالم واحد والجمعية المصرية لأصدقاء الحيوان وجمعية حماية حقوق الحيوان وجمعية الجيزة للأمومة والطفولة ومؤسسة مأوي لتطوير مشاكل الأسرة ومؤسسة تعليم من اجل التوظيف ومؤسسة المرأة الجديدة والخيرية لرعاية الدواب والمصرية لأستاذة اللغة الفرنسية وأوير للأبحاث ونشر ثقافة الرفق بالحيوان ومؤسسة تنمية وتطوير الصادرات والمؤسسة المصرية لتنمية الأسرة وحواء المستقبل وجمعيات الحقوقيات المصريات والمصرية لتنمية الأسرة والمصرية لتنفيذ وتطوير المشروعات والمصرية لأبناء المجتمع والمصرية لحقوق الحيوان وجمعية المرأة والمجتمع المصرية لرعاية الأطفال وجمعية إنماء الخير وجمعية سوا للتنمية الاجتماعية وجمعية تنمية المجتمع والمرأة والطفل والمؤسسة الأهلية لرعاية الخصوبة وجمعية مجتمعنا لتنمية حقوق الإنسان. وبحسب تأكيدات المفكر اليساري أحمد بهاء الدين شعبان فإنه لا أحد علي الاطلاق يعرف الاهداف الحقيقية التي تدعو اليها تلك المنظمات وتغير كل فترة بتغير الظروف السياسية ولا يصح لأي حركة احتجاجية مهما كانت ان تتلقي دعماً أمريكياً وتسمح لدولة مهما كانت ان تتحكم في الظرف السياسي الراهن فأمريكا علي استعداد لأن تدفع المليارات من اجل كسب ود جمعيات المجتمع المدني. ووصف شعبان الحركات التي تحصل علي تمول وتسمح بشكل فج بالتدخل في المصالح المصرية ومن الواجب رفض هذا الشكل نهائياً. وقال الدكتور احمد النجار ـ أستاذ العلوم السياسية ـ ان المجلس العسكري شعر بخطورة منظمات المجتمع المدني منذ فترة وكلف الدكتورة فايزة ابوالنجا وزيرة التعاون الدولي بإبلاغ رسالة شديدة اللهجة الي السفيرة الأمريكية الجديدة يبلغها فيها برفضه الملايين التي تنفق علي مؤسسات دعم الديمقراطية وانه بصدد التحقيق في حصول جمعيات بعينها علي تمويل من منظمات أمريكية مشبوهة ذات صلة بالكيان الصهيوني. وأضاف أن أمريكا إذا قنن وضع الحصول علي المعونات ستمنحها سراً لأنها لا تستطيع أن تتخلي عن حلفائها الذين يمثلون ثروتها الحقيقية وليس الأموال فالحلفاء هم الأداة التي تنفذ بها الأفكار المشبوهة والأموال هي عامل الجذب لدي الحركات الاحتجاجية. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق