لماذا لن انتخب حازم صلاح ابو اسماعيل
تدونية كتبها الاستاذ خالد بهي الدين
يقول أستاذ خالد:
بداية، يجب ان أسرد رأيي في حازم أبو أسماعيل
كشخص: احترم ثوريته و استقلاله و حسن نيته و طيبة قلبه
الكثير رأيهم من رأيي، و آخرين رأيهم عكسه، و
هذا متوقع بطبيعة الحال
و لكن الأهم من هل ستنتخبه أم لا تنتخبه هو أسباب
ذلك من عدمها
لن اتعرض لشئ من الاعتراضات التي مدارها على آرائه
المتداولة في الامور الدينية،
مثلا هناك هذه الوصلات
لانها في النهاية قد تكون اختلاف رأي او اختلاف رؤية
و لكن هناك خطأ منهجي في مصادر معلوماته، و
طريقة تفكيره و منطقه و تحليلاته، لا يمكن ان اتغاضى عنهو يمكن اختصار ذلك في انه
يعاني من قصور في التقصي، و عيوب
في التحليل، و بالتالي خطأ في الاستنتاجات
و ها هي الادلة
اولها: الفيديو الشهير ان بيبسي معناها ادفع الفكة
لاسرائيل
في الواقع، بيبسي تأسست كشركة قبل اسرائيل ب
اكثر من 40 سنة
و اسمها مشتق من انزيم الببسين المعني بالهضم، و
كانت تباع على انها مهضم قبل ان تصبح مشروب له شهرة
و يمكن مراجعة تاريخها بالتفصيل هنا
http://www.northcarolinahistory.org/commentary/113/entry
ثم في لقاء خيري رمضان في الدقيقة 2:14
بدأ بان يعيب على الناس جهلها و عدم ثقافتها
فقال:
- يا
للعار و يا للجهل
- جهالة
الناس بالمعلومات الثقافية للاسف
- احنا
شعب منهار مش عايز يعرف المعلومات
قال ان من اخترع انزيم الببسين فعل ذلك في سنة
1902 م
في حين انه انزيم طبيعي و تم اكتشافه، و ليس
اختراعه، سنة 1836 م
و مكتشفه الماني و ليس امريكي
فخلط هو بين انزيم البيبسين و انه مخترع، و ليس
انزيم طبيعي، و بين البيبسي
ثم قال ان البيبسي غير مرتبطة باسرائيل
ثم قال ان البيبسي اسمها فقط يدعم اسرائيل
و مؤسس بيبسي مسيحي من الكنيسة البروتستنتية
المشيخية
قال ان الماسونية وليدة عن اليهودية و هذا غير
صحيح،
و لكن للاسف رأي مستقر في اذهان الكثيرين في
منطقتنا و يطول شرحه هنا
و يكفي ان الماسونية ليست ديانة اصلا، كما يقرون
هم انفسهم بهذا
كما انه في المقابل هناك تآمريات تقول ان
الماسونية ما هي الا سخرية من دين اليهودية
ثانيها: قوله ان انفلونزا الطيور هي مؤامرة
ضد مربي الدواجن، و ان انفلونزا الطيور
كانت ذريعة للقضاء على الدواجن المحلية و استبدالها بدواجن مستوردة
في حين ان انفلونزا الطيور وباء معترف به من قبل
منظمة الصحة العالمية و ينتقل مع الطيور المهاجرة
و مصر مسار اساسي في هجرة طيور اوروبا الى
افريقيا
و انظر الخريطة التفصيلية هنا
ثالثا: قوله ان اللوبي الصهيوني يملك ان
يبقى اوباما في الرئاسة او يشيله منها، و ان اللوبي الصهيوني ينتظر هل
سينجح حازم ابو اسماعيل ليقرر هل اوباما سيبقى ام لا
الاخطاء هنا اثنان
اولهما ان اللوبي الصهيوني يملك ان يخلع او يبقى
رئيسا في امريكا، و بلا شك ان لهم نفوذ و لكن يستحيل ان يكون بهذه القوة
و ثانيهما ان مصير اوباما مرتبط برئاسة دولة
صغيرة نسبيا لامريكا، و ليس بالاقتصاد الداخلي و البطالة و التعليم و الخدمات و
الضرائب
كلا الافتراضات خاطئة لمن يراقب السياسة
العالمية و الامريكية اصلا
رابعها: قوله انه درس ميزانية اسرائيل لست سنوات و
ان قطاع الزراعة في اسرائيل
اكبر من كل الناتج القومي في مصر
و هذا الكلام غير صحيح بالمرة، و عكس الواقع
و قول ابو اسماعيل و الرد التفصيلي عليه في
الفيديو
خامسها:قوله ان البنوك في ماليزيا كلها
اسلامية و لا
يوجد بنوك ربوية
في حين ان الواقع ان ماليزيا فيها كلا النوعين
و هاكم قائمة تفصيلية للبنوك في ماليزية، و لاحظ
ان النوعان موجودان بها
بغض النظر عن رأينا في اي منهما
سادسا: قوله ان معاهدة السلام كامب ديفيد
مع اسرائيل تفرض على مصر قبول تدخل اسرائيل في مناهج التعليم و الثقافة و المسلسلات و الافلام
و اولوية لاسرائيل في البترول
و الزراعة
الدقيقة 47 في الفيديو
و ليس في المعاهدة ما ينص على هذا، على عيوبها
الاخرى الكثيرة
و نصها بالانجليزي هنا
سابعا: قوله ان بعض ولايات تورونتو في كندا
تفرض حد ادنى للازياء للمرأة
و قال ان القانون هناك مختلف عن كندا كلها
الدقيقة 18 و ما بعدها هنا
و كرر نفس الكلام في لقاءه مع خيري رمضان،
الدقيقة 55
دعنا ما اذا كانت تورونتو ولاية في حين
انها مدينة في ولاية اونتاريوالمهم ان القانون يسري على اونتاريو كلها و ليس
تورونتو فقط
ثانيا : هذا عكس الواقع تماما
فالقانون في اماكن كثيرة من كندا، و ليست
تورونتو، يسمح للمرأة بالعري الكامل
مثلا حمامات الشمس او السباحة بالعري الكامل في
كولومبيا البريطانية
"mere nude sunbathing is not of
sufficient moral turpitude to support a charge for doing an indecent act."
و القانون يبيح ان تكون عارية الصدر في الشارع
في اونتاريو التي عاصمتها تورونتو، ان ارادت
كما في حالة جوين جيكوب في 1991 و الاستئناف في
1996، هنا نص قرار المحكمة
و هنا مقالة بمناسبة مرور 20 عاما على القضية
اذن لا توجد قيود كما قال، و العكس هو الصحيح
ثامنا: ادعاء ان كارتر و اوباما ليس لهم
خبرة سياسية قبل ان يصبحوا رؤساء
قال في لقاءه مع خيري رمضان ان اوباما كان صاحب
مكتب محاماة و ليس له تاريخ سياسي
الدقيقة 14 في الفيديو
في حين ان الواقع غير ذلك،
لان اوباما انتخب كعضو مجلس الشيوخ لولاية
الينوي من 1996 ل 2004
و ترشح لمجلس الشيوخ الفيدرالي في 2000 و لم
يوفق
ثم انتخب بالفعل كعضو لمجلس الشيوخ الفيدرالي من
2005 الى 2008
و قال في نفس اللقاء دقيقة 16 من نفس الفيديو ،
ان كارتر كان مزارع فول سوداني و لم يصبح عضو كونجرس و لا حاكم ولاية
في حين ان كارتر كان سيناتور في ولاية جورجيا
1963 الى 1967
ثم اصبح حاكم ولاية جورجيا من 1971 الى 1975
تاسعا: قوله ان كاليفورنيا مساحتها نفس مساحة مصر مرة، ثم
انها اكبر من مصر مرة أخرىفي الدقيقة 16 من فيديو
لقاءه مع خيري رمضان قال ان كاليفورنيا مساحتها اكبر من مساحة مصر
و مرة اخرى قال ان مساحتها نفس مساحة مصر
في الدقيقة 4 من لقاء قناة الحكمة
في حين ان مساحة كاليفورنيا، حسب مكتب الاحصاء
الامريكي الرسمي، هي 155,779 ميل مربع، اي اقل من 404 الف كيلو متر مربعاي اقل من
نصف مساحة مصر التي هي مليون كيلومتر مربع
عاشرا: قوله ان مدخرات المصريين من الذهب و المجوهرات تقدر ب 200 تريليون
دولار
قال في لقاء له ان مدخرات المصريين تقدر ب 200
تريليون دولار من جنيهات ذهب و مجوهرات في خزائن في البنوك
و بالرغم من انه قال هذا ليس كلامي بل كلام
منشور رسميا من قبل جهات رسمية
فالخطأ في الاساس في قبول منطقه رقم كهذا من
الاساس دون اي تمحيص، و ليس انه قطع بصحته من عدمها
فالتريليون هو 12 صفر، و بالتالي 200 و بجانبها
12 صفر بالدولار تكون 1200 و بجانبها 12 صفر
و لو قسمنا هذا على 85 مليون
يكون متوسط نصيب الفرد من المدخرات 14 مليون
جنيه، و هو امر لا يعقل ابدا
و لو نظرت الى احصائيات الدول و نصيب الفرد من
المدخرات كلها، لوجدت ان اعلى دولى لا تتعدى 37 الف دولار اي 222 الف جنيه
كل هذه أراء منشورة بالفيديو من كلامه، او
منقولة من خطب له، و ليست شائعات و لا مشكوك في امرها
ما هو المشترك في هذه التصريحات؟
اولا استقاء المعلومات من مصادر غير موثوقة، و بالذات حين تتفق مع
تحيزات و قناعات مسبقة
ثانيا عدم التحقق من صدق المعلومة قبل بناء رأي عليها، بالذات حين يكون
هذا الرأي متفق مع التحيزات و القناعات المسبقة
ثالثا الاغراق في عقلية التآمر لتفسير أسباب اكثر الأمور، و بالتالي عدم
رؤية الاسباب الحقيقية
رابعا الاصرار على الخطأ و محاولة التغطية عليه باخطاء اخرى
هذه ليست هفوات او اختلاف رأي، هذه طريقة تفكير
ليس المهم الموضوعات نفسها، و لكن الاهم هو ان
كل هذا يؤكد طريقة استقاء الاخبار و تحليلها
مثل هذه العقلية خطر جدا ان تكون في الحكم
و بالذات على مصر في المرحلة الراهنة
قبل استقرار الاوضاع و المؤسسات
لانها ستبني استنتاجات غلط بناءا على تحليل غلط
بناءا على هواجس
تكفي شائعة او كذبة كي تسبب حربا او كارثة
اقتصادية
لا يكفي التدين و لا الثورية و لا حسن الطوية و
لا حسن النية