2012-02-22

الاسئلة المدروسة الى عمروموسى



أشار أحدهم على عمرو موسى أن يظهر على تويتر ب هاشتاج يضع فيها المشاركون أسئلتهم. بمجرد أن سمعت عن هذه المشورة حتى أشفقت عليه من وابل الأسئلة المحرجة التي لم يجرؤ بعد الصحفيون والمذيعون أن يسألوه اياها. ولكن الطريف في الأمر أن الكثيرين أمطروه بأسئلة ساخرة و بقسوة ربما ستجعله يهجر تويتر للأبد.
 وبما أني مواطن مصري يهمني مستقبل بلدي، فقد طرحت عليه مجموعة من الأسئلة الجادة .. رغم أنه لم يجب على أي منها. هل هو هروب أم تهرب؟ هل سيغضب و يتعصب ويتكبر على الشباب كما فعل في ساقية الصاوي؟ لا أعرف، ولكني سألخص أسئلتي هنا:

1.   أعلن ترشحه رسميا عبر جريدة الشروق الغراء في 19 فبراير 2011 . وطوال سنة كاملة منذ اعلانه ترشحه، وعمرو موسى يملأ الفضائيات بتصريحاته. ومع ذلك، لم نسمع حتى اليوم عن برنامجه شيئا! واذا اقتنعنا أن النظام قد أبعده خوفا من أن يطرح اسمه كمرشح رئاسي قبل 10 سنوات، فاننا نتعجب كيف لم يطرح رؤيته وبرنامجه الى اليوم؟ بل لم نسمع أبدا عن أي مبادرة ايجابية أو فكرة للمستقبل يلتف حولها المصريون. كل ما شهدناه هو مجرد ردود أفعال على الأحداث و تصريحات حاول كثيرا أن يجعلها تتماشى مع الشارع، و لكنه لم يفلح. هل لديه برنامج بالفعل، أم سيكتفي بالشعارات؟

2.   وماهو أساس شعبية موسى سوى أغنية شعبولا الشعبية و مقابلة تلفزيونية سنة 2000 مع أضعف وزراء خارجية اسرائيل على الاطلاق شلومو بن عامي والتي ظهر فيها بعنترية لا بأس بها رغم أنها مقابلة لم يبن عليها أي شئ. وبعد عشر سنوات من هذا المقابلة الوحيدة التي يفخر به موسى، يظهر أخيرا في مواجهة مع شيمون بيريز في دافوس ويجلس ساكنا مبتسما لا يجد ما يقوله، في اهانة كبيرة للجامعة العربية مقارنة بموقف أردوجان حينها. بل الكاميرا اختلست لقطة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون و هو يشير لموسى بالجلوس !!  هل هذا مرشح لرئاسة لمصر؟

3.   يدعي أن النظام أبعده رغم أنه استمر عشر سنوات كاملة وزيرا للخارجية ينفذ سياسات النظام السابق و ما يمليه عليه رئيسه، ولم نعرف عنه أن كان له رأي مخالف واحد ولو في أتفه المسائل. كم كان يريد أن يبقى في موقعه؟ عشرون عاما؟! واليوم يدعي الثورية لمجرد أنه مر سريعا بميدان التحرير في فبراير! يوهمنا أنه معارض للنظام رغم أنه كان يستمتع باللعب مع مبارك طاولة في استراحة برج العرب ويسعد بالهزيمة أمامه. والصور موجودة لو فكر أن ينفي.

4.   بل ان النظام كرمه بعد هذه السنوات العشر و طرحه كمرشح مصر لمنصب سكرتير عام جامعة الدول العربية لمدة عشر سنوات أخرى لفترتين و بذل النظام المصري جهودا كبيرة لدعم ترشيحه في كلا المرتين. بل أنه عندما اشتد الضغط عليه من دول عربية عديدة لمنع اعادة ترشحه في الفترة الثانية لجأ الى مبارك ليدعمه و يتوسط له لدى قادة هذه الدول رغم ما سببته تصريحاته لمصر من احراج. واليوم يحاول أن يوهمنا  أن نقله إلي الجامعة العربية كان نوعا من العقاب. فإذا كان يعتبر الجامعة منصبا أقل قيمة من مناصبه السابقة، لماذا قبله اذا؟ هل اعتادت شخصيته قبول الاهانات؟  أليس أيضا اعتباره الجامعة العربية في وضعية أقل إهانة لهذا الكيان؟ ومع  ذلك، يفاخر بما يعتقده انجازاته في المنصب وكأنه كان الممثل الأعلى للسياسة العربية.

5.   لو كان النظام فعلا قد خشي من "شعبيته" أو ضجر من "معارضته المزعومة" - وهو عمرو موسى اللي لحم كتافه من خير مبارك -  ألم يكن يستطيع أن يلقي به في ظلمات التاريخ و يحجبه عن أي منصب؟ والملفت ان سلفه الدكتور أحمد عصمت عبدالمجيد كان أيضا وزيرا للخارجية و تقدمت به مصر مرشحها الى الجامعة العربية. وطوال العشرين عاما و قبلها كسفير لمصر لم ينقل عنه موقف واحد مخالف لموقف النظام اطلاقا. كيف يدعي البطولة اليوم و يعتقد أننا قد نقارنه بسلفه العظام اسماعيل فهمي و محمد ابراهيم كامل والذين استقالا عندما اختلفا بشكل حقيقي و جذري مع الرئيس السادات.

6.   لماذا لا يخبرنا عن الخطأ الكبير الذي اقترفه في كامب ديفيد 2 عندما خالف موقف مصر وخالف التوجيه الرئاسي و عرض على الفلسطينيين رؤية ايهود باراك و كلينتون بالتخلي عن حق العودة للاجئين، مما دفع الرئيس الراحل ياسر عرفات أن يشكوه للقاهرة والتي بدورها طالبته بالعودة لمصر حالا؟

7.   أجد صعوبة شديدة في تقبل فكرة أن رئيس مصر كان يوما سكرتير عام لجامعة الدول العربية، اعتاد أن يعامله القادة العرب كمجرد سكرتير، لدرجة أن الجميع يذكر أن رئيس السلطة الفلسطينية قد نهره في احدى المرات وأن وزير احدى الدول الخليجية قد احتد عليه في مرة أخرى وقال اننا ندفع لك راتبك من جيوبنا لتنفذ ما نتفق عليه كوزراء خارجية وليس أي شئ آخر، بينما سخر أمير دولة خليجية أخرى من سيجاره. بل نسينا أن الشيخ زايد رحمه الله منعه من دخول الامارات وأهانه علنا لأنه استخف بدعوته لصدام للجوء الى الامارات وأجهض جهود الجامعة للوصول الى حل سلمي قبل غزو العراق

8.   وعندما انتهت خدمته في الجامعة العربية حصل على مكافأة ضخمة بلغت خمسة ملايين دولار تدفعها الجامعة لأول مرة في التاريخ رغم ترنح ميزانيتها. بل انه قبض المكافأة من ميزانية الجامعة كاملة قبل انصرافه و قبل أن تغطيها الدول الاعضاء . هل سيتصرف في أموال مصر هكذا !؟ أبسط تساؤل حول هذا المبلغ، ما مصدره؟ وما علاقته بالحملة الانتخابية؟ أهي رشوة كما قال الكاتب الكبير جمال الغيطاني؟ و ماذا عن السيارة ال بي ام دبليو التي أهداها العقيد القذافي للسكرتير العام للجامعة، هل عادت للجامعة بعد أن ترك موسى منصبه؟؟ 

9.   ومن حقي كمواطن مصري أن أسأله عن علاقته بدولة قطر و تمول حملته الانتاحبية؟ عندما اقترح أمير قطر في مقابلة تلفزيونية أمريكية ارسال قوات عربية الى سوريا، هرول موسى خلفه مؤيدا وداعما ثم صمت تماما عندما أحس أنه يردد وحده كالببغاء وأن الدعوة لم تجد صدى لدى أحد في العالم العربي. كيف لم ينتبه الى أن قطر أرادت بهذا احراج مصر علنا ونحن الذين رفضنا أن يستخدم جنودنا البواسل مرتزقة لمن يدفع اكثر. ولكن المؤسف أن موسى كان يعلم هذا المقصد ولم يجد في ذلك حرجا. كما أن المصريين لم ينسوا هرولته بتمرير قرار الجامعة العربية بطلب قوات الناتو لتقتل الليبيين أثناء ثورتهم، و لن ينسوا أبدا مواقفه اللزجة أثناء غزو العراق وهو في منصب سكرتير الجامعة العربية

10.                     و ماهي طبيعة علاقته مع المليونير الشهير م.أ. الذي يضع طائرته الخاصة تحت تصرفه و ينفق بسخاء على تجميع الأهالي في مؤتمراته الانتخابية؟ والمدهش أن السكرتير عمرو موسى ما فتئ طوال السنة الماضية أن يصب لعناته على النظام ويتبرأ منه بينما هذا المليونير كان رئيس اللجنة المالية بأمانة السياسات بالحزب الوطني المنحل و عضو مؤسس بجمعية جمال مبارك و نائب رئيس مجلس ادارتها

11.                     منذ متى يجلس موسى على المقاهي الشعبية و يحتسي الشاي من مياه الحنفية ويصافح الغلابة ويؤم الناس في الصلاة أمام الكاميرات و يشيد بأكلة ملوخية في بيت رجل بسيط وأنها أفضل ما تناول في حياته، وهو الارستقراطي الذي اعتاد الكافيار والسيجار؟ صور مبتذلة تذكرنا بمشاهد من فيلم وحيد حامد الشهير طيور الظلام حيث فتحي نوفل مدير مكتب الوزير المرشح للبرلمان يرتب لرئيسه زيارات للأحياء الفقيرة و قبلات للأطفال المبلولين وعناق الجربانين. هذا خداع باسم الدين و اسم الفقراء واهانة لبسطاء المصريين.

12.                     كيف نقبل بمرشح بدأ حملته بالهرولة الى مبنى جماعة الاخوان المسلمين الفخيم بالمقطم ليحصل على بركاتهم؟ والمثير للشفقة أنه انتظر قرابة الساعة في الدور الأرضي حتى يقابله المرشد ويحظى بالسلام عليه.

13.                     نظرة واحدة على أرفف المكتبات وهي تتزين بكتب من تأليف عظماء الدبلوماسية المصرية من أمثال مراد غالب واسماعيل فهمي أو محمد ابراهيم كامل أو بطرس بطرس غالي وعبدالرؤوف الريدي، تعطينا فكرة عن عقلية عمرو موسى الذي لم يعرف عنه أنه قارئ للكتب أو مؤلف لها أبدا.

14.                     أين نجد دليلا في سيرة موسى على قدراته القيادية؟ الرجل طوال عمله في السلك الدبلوماسي لم يكن مطلوبا منه أبدا أن يضع استراتيجيات أو يقوم بأدوار قيادية، بل مجرد منفذ لأوامر رؤسائه. أقصى قدراته الادارية هي في ادارة مكتب به بعض الموظفين الاداريين سواء في وزارة الخارجية أو في الجامعة العربية، يوقع أوراق حضورهم وانصرافهم. ماذا قدم موسى أثناء توليه سكرتارية الجامعة العربية للحيلولة دون تقسيم السودان و تحوله من أكبر دولة افريقية الى أفشل دولة في العالم؟ ماذ فعل للصومال الذي يعاني من غياب الدولة لأكثر من عشرين عاما؟ لماذا لم يستقل بعد غزو العراق كما هدد، بل لماذا سعى بكل السبل للتجديد له لفترة أخرى و توسل للرئيس السابق مبارك لكي يدعمه أمام مرشح قطر ؟ والأدهى أنه جاء في 2010 و طلب من مصر أن تدعمه مرة ثالثة للبقاء في منصبه 5 سنوات أخرى !!

15.                     قرأت الدعاية التي توزعها حملته عن سيرته ورؤيته و ولم أجد فيها ما يشير من بعيد أو قريب الى رؤيته الى الداخل المصري وكيف سيعالج مشاكل الاقتصاد ويوفر فرص العمل ويحاصر البطالة ويقضي على الفقر والأمية ويرتفع بمستوى البنية التحتية ويغزو الصحراء ويبني المدن، وغيرها من الشعارات التي يطلقها في كل مناسبة أمام الكاميرات. هل أنتخبه لأنه لديه بعض الملكات الخطابية؟ هل نريد اذاعة صوت العرب تأتينا من ستينات القرن الماضي ثانية؟

16.                     وأخيرا سألته عن حقيقة عدائه للدكتور محمد البرادعي منذ أن كانا زميلين في مكتب الوزير اسماعيل فهمي. لماذا ناصبه العداء من أول يوم ولماذا رفض ترشيحه باسم مصر في وكالة الطاقة الذرية و لماذا تسرع و طرح اسم مرشح آخر و سعى لدى النظام لمباركة هذا المرشح؟ كيف تصل به الغيرة الى هذا الحد؟

ما الذي يقدمه عمرو موسى لمصر؟ وما الذي يقدمه للمصريين لكي ينتخبوه رئيسا لهم؟

ان موسى بلا خطة ولا سياسة ولا منهج وهو لا يخدم إلا ذاته


يدعي أنه الرئيس الديموقراطي الذي نستحقه، بينما لم ينتقد أبدا الديكتاتوريات العربية ولم يجد حرجا في الاشادة بالقذافي في كل مكان أثناء عمله كسكرتير ل 22 ديكتاتورا عربيا

ان موسى لم يرفض أبدا أي منصب عرض عليه في أي يوم من الأيام بما في ذلك المجلس الاستشاري قبل شهور. ولو عرض عليه الجنزوري كرسي وزارة الخارجية لقبله !

وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر بمصر والمنطقة، فان مصر في أمس الحاجة الى رئيس قائد، وليس سكرتير بدرجة رئيس