2011-07-11

باحث سعودي يقرأ قطر الصراع والنفوذ..السحر والساحر


الثلاثاء, 17-مايو-2011
( الوطن ) -
يطرح النفوذ القطري المتعاظم في العالم العربي نفسه داخل أروقة مراكز الأبحاث والدراسات الدولية مثيرا أسئلة حول وجود هذا النفوذ من عدمه، وإن وجد هذا النفوذ ما هي أسبابه وركائزه. وهل يحمل هذا النفوذ مخاطر ويجر على النظام القطري مشاكل متعددة ومختلفة المصادر. وهل قطر في معزل عن التغيرات والتحديات التي تلف العالم العربي من ثورات وتحركات لإزاحة أنظمة غير ديمقراطية.

الباحث السعودي عبدالعزيز الخميس يجيب عن هذه الأسئلة.

في وقت قراءتك لهذا المقال تقوم ست طائرات قطرية بضرب أهدافها في ليبيا ضمن تحالف دولي ضد العقيد القذافي وفي الوقت نفسه يرفرف علم قطر على أهم المواقع الإقتصادية في بريطانيا بينما تفرغ ناقلات الغاز حمولتها في منصات تفريغ قامت بإنشائها قطر على أراض أوروبية وأميركية، وفي الوقت نفسه يحتشد ملايين العرب أمام تلفزيوناتهم لمشاهدة ما تبثه الجزيرة عن بلادهم وزعمائهم وبالطبع قطر هي من يمول هذه القناة ويرعاها على أرضه.

السؤال الذي يفرض نفسه ما الذي يجعل دولة يبلغ طولها 160 كيلومتراً وعرضها تسعين تملك كل هذا النفوذ وهل كل هذا جزء من نفوذ يتعاظم أم أن الأمر لا يعدو كونه فقاعة إذا أخذ في الإعتبار حجم قطر الجغرافي.

البعض يرى أن قطر لاعب رئيس في المنطقة، والبعض الأخر لا يراها سوى أداة في يد الولايات المتحدة توجهها تبعا لمصالحها ويضرب بالوجود العسكري الاميركي دليلا على ذلك وبالتوجه القطري لمساندة حملة إسقاط القذافي في ظل حاجة القوى الغربية لداعم عربي في الحملة لتشريعها عربيا ودوليا وأصحاب هذا القول يتغافلون عن التقاطعات السياسية التي يمكن لها أن تمكن قطر من العمل دوليا ضمن جوقة متحالفة لأهداف معينة.

الحديث عن النفوذ القطري يستدعي الموافقة على وجوده بينما إنكاره وإلحاقه بغيره ووصمه بالتبعية أمر غير واقعي او علمي، بل أننا وببساطة نرى أن النفوذ تطور من الوصف الذي يضعه عالم الإجتماع ماكس فيبر لمعنى النفوذ وعلى أنه نفوذ مخصص لتنفيذ رغبات شخصية والامر هنا يتعلق برغبة الامير القطري في ان تلعب بلاده دورا مهما وأن تنفذ مشاريعها الإستثمارية وان تقف بقوة مع القضايا التي يؤمن بها بصفته قوميا عربيا وهذا الأمر قد تحقق وأوجد الامير لبلاده نفوذا إقتصاديا في دول كثيرة ولا يمكن إغفال قطر كلاعب استثماري وأيضا قائد في مجال الطاقة لمخزونها الكبير من الغاز المهم للعالم الصناعي.

بدأ في المرحلة الثانية من مسيرة النفوذ القطري ما وصفه الفيلسوف ميشيل فوكو بالنفوذ التمكيني والتحجيمي وهنا تلعب قناة الجزيرة دورا متميزا فهي تمكن قطر من التأثير على الأوضاع الداخلية بتصعيد حملتها على أنظمة معينة وأيضا بقوتها أيضا تحجم عن المساس بأنظمة اخرى. فنفوذ قطر عبر آلتها الاعلامية يصل إلى أن هذا النفوذ إن تكلم أثر وإن صمت أثر أيضا، وتلك هي أسمى درجات القوة والنفوذ حسب تعريفات مدارس عنيت بدراسة النفوذ وطرقه. وقد يكون للعالم انتوني غيدنز رؤيته التي تنطبق على قراءة مشهد النفوذ القطري حيث أن عملية النفوذ أصبحت معقدة لدى القطريين ففيها يمتزج المال والثروة بالقدرة على التنفيذ والتخطيط بالمساندة الإعلامية والاستعمال الذكي لها وبالعلاقات الدبلوماسية التي تحتاج إلى جيش من الدبلوماسيين لكن لمهارة القائمين عليها ولإستخدامهم لشبكات سياسية ذات طابع ديني او قومي تمكن القطريين من لعب أدوارهم ونشر نفوذهم بسرعة ويمكننا فهم ذلك عبر دراسة علاقتهم مع حركات الإخوان المسلمين وإستخدامهم لها وأيضا لضمهم شتات القوميين العرب إلى شبكتهم السياسية ومساندتهم لهم عبر مشاريع في لبنان او سوريا او حتى مصر.

ركائز النفوذ

المعادلة القطرية للحصول على نفوذ كبير تتضمن \"المال + الإعلام + المرونة السياسية\". فبعيدا عن الذراع الإستثمارية القوية التي توفر لقطر قوة في الغرب والشرق هناك أذرع نفوذ قطرية أخرى تثير جدلا أهمها قناة الجزيرة التي قضت مضجع الأنظمة العربية فساعدت عبر التحشيد والعداء الواضح والإنحياز للشارع لا للقصور في إسقاط أنظمة عربية وفي الوقت التي تتفنن وتبدع فيه وسائل الاعلام القطرية في انتقاد زين العابدين بن علي الرئيس التونسي السابق على بقائه في الحكم اكثر من عشرين عاما يتمتع الأمير القطري بعدم تداول السلطة ويقترب رئيس وزرائه من عشرين عاما في الوزارة دون ان يتيح للشباب القطري المشاركة في الحكم. وفي الزمان الذي يرى فيه الإعلام القطري وخاصة الجزيرة أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لا يرغب في الرحيل عن الحكم، لا يتمتع القطريون بحقهم في اختيار حاكمهم عبر صناديق الإقتراع حتى لو عشقوا أميرهم وهاموا حبا فيه بسبب خدماته لبلاده وانتشالها من حالة الجمود السياسي التي عاشته في زمان حكم الأب المغيب عن الإعلام حاليا.

تقترب الحالة القطرية إلى ما يشبه البارانويا السياسية فلم تبق الجزيرة شعرة في رأس الرئيس المصري إلا ووضعتها تحت المجهر والسبب عمالته لأميركا ورعايته لمصالح اسرائيل وبيعه الغاز لها وإرتفاع العلم الاسرائيلي على نهر النيل بينما لا توجد في مصر قاعدة أميركية بحجم العيديد ولم تزد عن قطر في شيء خاصة بعد المعلومات الاسرائيلية المشاعة عن أنه قد تم الاتفاق في أحد الفنادق اللندنية بين قطر وإسرائيل على بيع الغاز القطري لإسرائيل باسعار أقل من أسعار الغاز المصري وحتى الآن لم يؤيد ذلك بتصريح رسمي.

لكن ما يثير الاعجاب هو المرونة السياسية القطرية وتحركها الفعال ومبادراتها السريعة التي تحوز دائما على رضا قطاع كبير من الشارع العربي. ولعل هذه المرونة تتشكل في مواقف قطرية إنسانية أو سياسية في قضايا مثل حرب لبنان وغزو غزة والقضية الليبية، كانت هذه المرونة عاجلة ومتسقة مع العواطف العربية ترافقها زخم إعلامي عبر الجزيرة يمكن لقطر من امتلاك نفوذ داخل الشارع العربي.

الاستقرار السياسي

في حال غياب أمير قطر الحالي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (ولد عام 1952) عن سدة الحكم سيكون الموقف داخل عائلة آل ثاني صعبا جدا. فالقطريون يعتقدون أن من يرجع تطور قدراتهم ونفوذهم إلى المال والثروات التي يملكونها غير منصف أو دقيق، فالتصميم على التغيير وإنجازه من قبل الأمير الحالي وقدراته وتفكيره الثاقب وحكمته وسعة أفقه ونجاحه في اختيار فريق حكمه هي الأسباب الرئيسية لنجاح قطر.

لكن القطريين يخشون من مقبل الأيام فقد كان تغيير الحاكم في زمن أجدادهم يستوجب إراقة الدماء، وكان الخليجيون يضعون أيديهم على قلوبهم حينما يسمعون عن تطور سياسي جديد في قطر، ويتوقعون أن يكون هناك قتل وعداوات داخل العائلة الحاكمة وحلفائها وهذا الذي جعل من ردة فعل بعضهم متشككة حال وقوع الإنقلاب القطري.

منذ أن أسس الشيخ محمد آل ثاني قطر ككيان مستقل عن البحرين وشيوخها يفقدون مقاعدهم إما مقتولين غدرا أو مزاحين قسرا وذلك لخلافات عائلية. وعلى الرغم من أن بعض السياسيين والمؤرخين في الخليج ينتظرون استمرار هذا المصير في عائلة آل ثاني إلا أن القريبين من الوضع في الدوحة يرون غير ذلك. فالتأييد الشعبي للأمير قوي والعرفان له على ما قدمه لقطر واضح، لكن حجة المراهنين على أن التغيير الفجائي سمة لحكم آل ثاني تتركز في تساؤلهم إن كان أمر الخلافة مفروغاً منه. فلماذا غيّر الأمير ولاية العهد عدة مرات، وهل حقيقة كان الأمير يبحث عن ولي عهد قوي بين أبنائه حتى يقف أمام المنافس الحقيقي ورجل قطر القوي مهندس التغيير رئيس الوزراء ووزير الخارجية؟

تبدو الحجة قوية إلا أنها تفتقد لمحفزات الإيمان بها وأولها أن مصير الخلافة في قطر لا يقرره عدة أشخاص فقط بل يرتبط بعائلة آل ثاني بقضها وقضيضها والتي يبلغ عدد أفرادها أكثر من عشرين الف شخص.

تولى ولاية العهد في بداية حكم الأمير ابنه جاسم بعد أن تم استبعاد الأخوين الأكبر منه في السن لكونهما من زوجة من بنات عمومة الأمير وجاسم. وهو ابن للسيدة موزة المسند ابنة المعارض القطري السابق (ولدت عام 1959). ويشيع مراقبون إن أبناء الأمير الكبار يبدون امتعاضهم من استبعادهم بل أن بعضهم وصل به الأمر إلى التدين والزهد في الحياة والملذات.

قضى الشيخ جاسم وقتا لا بأس به في ولاية العهد لكنه تنازل عنها لأخيه بسبب مطالبته المتكررة بصلاحيات كان أبوه يمارسها أثناء ولايته العهد سابقا وليتولى الشيخ تميم ولاية العهد (ولد عام 1980) ويحاول بدوره انتزاع دور سياسي كبير ليزاحم أضلاعاً كبيرة في المؤسسة السياسية القطرية لعل أهمها الأمير ثم زوجته موزة وأخيرا الشيخ المهندس رئيس الوزراء.

يعتقد مراقبون غربيون أن عائلة آل ثاني تقف صامتة وهي تتفرج على صراع الصلاحيات بين الإضلاع الكبيرة ويشيع بعضهم أن أقطاب كثيرة داخل عائلة آل ثاني تطالب بتوسيع عضوية مجلس الأسرة الحاكمة في مقاربة للتجربة السعودية في إنشاء هيئة البيعة لأسرة ال سعود وضم كافة أجنحة الحكم عبر ممثلين في الهيئة. هذا الامر يعد دمقرطة لأسرة آل ثاني وجعل أمر من يرأسها وبالتالي يحكم قطر يكون مختارا من قبل الأسرة الحاكمة كلها التي أصبحت قبيلة بحد ذاتها. يؤيد ذلك ان هناك أفرعاً داخل العائلة يجاهر بعض أفرادها بالتساؤل حول استئثار عائلة الامير بالثروات القطرية فأصوات داخل فروع الجبر والأحمد/العبدالرحمن والعيد يعتبرون أن أمر تضخم ثروة رئيس الوزراء يجب أن يطرح للنقاش داخل الأسرة. ويضم مجلس الأسرة الحاكمة حاليا ما بين خمسة وتسعة أعضاء منهم رئيس مجلس الوزراء ورئيس الديوان الاميري إضافة إلى الأمير وولي عهده. وتتكون أسرة آل ثاني من ستة فروع هم، آل جاسم، آل جبر، آل عيد، آل فهد، آل احمد/آل عبدالرحمن، آل ثامر.

الاستقرار الاجتماعي

لا يجد المراقب على الساحة الاجتماعية القطرية أية مخاطر تهدد استقرار البلاد. فالنمو المتوازن وقدرة القطريين على هضم التطورات التنموية متميزة، بل انها تفوق مثيلاتها في دول خليجية اخرى. فالمرأة القطرية للمثال لا تعاني من تمييز كبير وتستطيع العمل بحرية كما يمكنها القيام بأدوار كبرى. ويبدو أن لوجود الشيخة موزة المسند بقوتها الظاهرة ولعبها لدور كبير على الساحة السياسية والتنموية يمكن المرأة القطرية من التواجد في أي قرارات مهمة للمجتمع.

لكن من المخاطر التي تعترض استقرار المجتمع القطري هو التركيبة السكانية أسوة بغيرها من دول الخليج إلا أن سياسة التجنيس المتسارعة من قبائل العراق وسوريا تساعد في تقليص الفجوة السكانية قليلا حيث أن الطموحات القطرية الرسمية في جعل قطر مركز مالي واقتصادي مهم في العالم سيجذب الكثير من الأجانب ويجعل من القطريين أقلية في بلادهم.

وكغيرها من دول المنطقة يوجد في قطر أقلية شيعية إلا أن معظمهم من أصول فارسية وعلاقتها قوية جدا بالأمير ويمارس افرادها شعائرهم بحرية ولا يمكن أن يجد المراقب في تحركاتهم أي خطر على استقرار قطر بل ان بعضهم يتسنم مناصب كبيرة في الدولة وفي عالم المال والأعمال.

المشكلة الكبيرة التي تواجه النظام القطري هي في حالة التوتر بين أسرة آل ثاني وقبيلة بني مرة التي تشكل مكوناً كبيراً في المجتمع القطري، ففي عام 2005 قامت الحكومة القطرية بإبعاد ما يصل إلى سبعة الاف منهم إلى السعودية بحكم أنهم مزدوجو الجنسية والقانون القطري يمنع ذلك، وكان التعامل مع هؤلاء قاسيا حيث تم قطع الكهرباء والماء عن منازلهم لطردهم منها وتم تجريدهم من أوراقهم الرسمية القطرية. ويرى بعض زعماء القبيلة ان السبب الحقيقي هو أن عدد سكان قطر من بني مرة يفوق أسرة آل ثاني مما يشكل خطرا استراتيجيا على عائلة آل ثاني في المستقبل لو سار الأمير في ما أعلن عنه من تغييرات ديموقراطية في النظام.

لكن بعض المراقبين يرون أن السبب الحقيقي هو معاقبة القبيلة لاشتراك بعض أفراد عشيرة الغفران من قبيلة بني مرة في محاولة انقلابية ضد الأمير لم تنجح وقيل أن السعودية ومصر كانتا تدعمها. وبعد ان زالت حالة الجفاء بين قطر والسعودية بدأت العلاقات تتحسن بين بني مرة وآل ثاني وبدأ بعض المبعدين يعودون إلى ديارهم وقيل أن بعضهم استرد جنسيته القطرية بعد إعلانه الولاء للامير والخلاص من الشرك السعودي.

ويلعب الحراك السياسي الداخلي دورا مهما في الحياة السياسية القطرية حتى وإن بدا أن الأمير مسيطر على الأوضاع. فمن يصدر بضاعة الحرية إلى أماكن كثيرة في العالم العربي ويطالب بحقوق الشعوب في ثرواتها لا بد وأن ينطبق عليه لاحقا ما يسمى بإنقلاب السحر على الساحر. فهناك نقاش قوي داخل المجتمع القطري عن الإنتخابات والصلاحيات وينتظر ان ترسم إنتخابات المجالس البلدية التي انتهت مؤخرا بصورة واضحة لموازين القوى القبلية داخل قطر.

لكن التساؤل الذي يحير المراقبين هو أن قطر تتطلع إلى أن تحصل على نظام برلماني متكامل إلا أن قيادتها لم تتخذ قرار تنفيذيا بالبدء في إنتخابات مجلس الشورى حتى الان وأنها تقوم الان بتنظيم مجالس برلمانية في الجامعات والمدارس لتدريب الجيل القادم على العمل البرلماني مما يوحي ان تقدم العملية الديموقراطية من انتخابات بلدية الى مستويات أعلى ديموقراطيا لم يحن وقته إلى الان مثلها مثل شقيقتها السعودية.

أحد العوامل التي تزيد الثقة في استقرار المجتمع القطري هو تحسن العلاقات بين السعودية وقطر. فالمجتمع القطري تربطه بالسعودية الكثير والعائلة الحاكمة تعود أصولها إلى نجد وبالذات إلى قبيلة تميم، وهذه القبيلة الكبيرة في نجد يعدها القطريون دعامة قوية لاستقرارهم ولطالما كانت الرافد الرئيس لهم في محنهم. ويعتبر التميميون في نجد أن النظام القطري جزء منهم ويفتخرون بإنجازاته إلى درجة أن بعض السعوديين تبادلوا رسائل الهاتف الجوال تقول إن بني تميم فازوا بالحصول على شرف استضافة كأس العالم. ويمكننا تلمس العلاقة الوثيقة بين الأمير والقبيلة في اختياره لأسم ابنه ولي العهد.

الإستقرار الاقتصادي

في نبرة غيرة، وصف مصرفي فرنسي الاستثمارات القطرية بإنها انتهازية ما أن تجد كيانا ماليا جريحا إلا وتنهال عليه حتى تتملكه وتضمه إلى ترسانتها المالية الإستثمارية. المؤسسة التي تقف وراء حسد وغيرة الكثير من المصرفيين في أنحاء العالم هي مؤسسة الاستثمار القطرية التي تأسست في عام 2005. باكرة العود هذه المؤسسة لكنها تنمو إلى درجة أنها أصبحت أكثر صلابة من غيرها ممن يفوقونها عمراً. هذه الذراع الاستثمارية هي أكبر علامة واضحة على حجم الاستقرار وقوة أقتصاد قطر.

ما يلفت النظر في هذه المؤسسة أن من يرأسها هو ورئيس وزرائه ووزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم بن جبر (ولد عام 1959) وهذا ما يجعل الكثيرين يهمهمون حيرة في أن يمسك شخص واحد حتى قبل أن يصبح رئيسا للوزراء بملفين مهمين هما الاستثمار والدبلوماسية القطرية. ولعل الإجابة المنطقية هي أن هذا الرجل هو المهندس والمنفذ للتغير الكبير في قطر بعد أن فارق العمل في وزارة الزراعة وبدأ يحشد ويعد العدة لإقناع ولي العهد آنذاك والأمير الحالي بأهمية التغيير وخلع الأمير الوالد الذي يقف حجر عثرة في وجه انطلاقة تستحقها قطر التي لم يحسن الأمير الوالد استثمار ثرواتها وكان متمهلاً في عصر السرعة. وقد ثبت قوة حجة ومنطق الأمير والمهندس ففي وقت قصير أصبح القطري أثرى شخص في العالم بعد أن كان الثري مع وقف التنفيذ خليجيا.

يقول الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن على قطر أن تتوسع في استثماراتها مستغلة ثرواتها الطبيعية، ويتوقع المهندس الذي اعتاد زائرو فندق حياة ريجنسي في ساحة بورتمان اللندنية على رؤيته في بهو الفندق يفرش أوراقه على الطاولة ويقرأها بعناية ثم يوقعها دون أن يحيط به أحد أو حتى ينظم أوراق فيها مصائر مؤسسات تجارية يعمل فيها الآلاف.

يطرح سؤال قوي نفسه أيضا حين يقرأ المحللون الماليون الغربيون خبر استثمار قطر مبلغ بليونين وثلاثمائة مليون دولار في بنك برازيلي مثل سانتندر الاسباني الأصل، ماذا يدعو قطر إلى الاتجاه بكل هذا الحجم إلى بلد نامٍ؟ الإجابة الرسمية هي أن رؤية القطريين إلى الاستثمار ليست قصيرة المدى بل لها جانب سياسي وهو دعم التطور والنمو الاقتصادي لدول واعدة. فاستثماراتهم لا تتوقف على البنك البرازيلي بل تتعداه الى منشآت تحتية في تركيا وسوريا ولبنان فيما يصفه البعض بالاستثمارات الذكية. والقطريون يذكرون الغربيين بطريقة استثمار رجل الأعمال السعودي سليمان العليان الذي لم يبحث عن استثمارات فاخرة بل استثمر مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية في شبكات الكهرباء والطاقة البريطانية مما عاد عليه بفوائد كبيرة.

لكن هل الاستثمار في هارودز (بليون ونصف جنيه استرليني) يعد جزءاً من الإستثمارات الذكية؟ الإجابة بالطبع لا، فهو يعد استثماراً فاخراً وهدفه وجاهي (يقال أنه أحد أحلام أمير قطر التي تحققت) على الرغم من أنه ليس خاسراً بل يعود بالفائدة المالية. وهذا الاستثمار جزء من المحفظة الاستثمارية القطرية التي تبلغ 130 بليون دولار ستستثمر خلال ستة أعوام.

لا تخلو الاستثمارات الذكية القطرية من متاهات ومطبات كالمراهنة على اليونان والعقبات السورية البيروقراطية (تقدر استثمارات قطر في سورية بستة مليارات دولار)، والوعود القذافية الخيالية التي تبخرت على سواحل سردينيا بعد اجتماعات متكررة هناك، والانتظار الممل لحين فتح المجال لأنبوب الغاز القطري عبر الأراضي السعودية إلى آفاق رحبة على الرغم من تحسن العلاقات بين البلدين، والأدهى من ذلك الضجة الإعلامية في لندن بعد تدخل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز لإيقاف مشروع بناء عقارات ثكنة تشيلسي (مليار جنيه استرليني) وسط العاصمة البريطانية بسبب تصميمه الذي لم يرق للأمير المعروف عنه ولعه بالتاريخ والطبيعة ويقدر المراقبون تكلفة الإيقاف والقضايا القانونية بأكثر من 80 مليون جنيه إسترليني. لكن هذه المتاهات يتخللها شيئا من الترفيه كالاستثمار في بورش وأطول ناطحة سحاب في أوروبا \"ذي شارد\" كما تملكت مبنى السفارة الأميركية في منطقة المايفير الفخمة.

تقدر استثمارات قطر في بريطانيا بـ 23 بليون دولار إلى درجة أن البعض أصبح يتحدث عن \"لندوحة\" Lon-Doha . فأين تتحرك في لندن ستجد الذراع المالية القطرية أمامك، مبنى بارك هاوس التي تطل على هايد بارك، وشركة فور سيسونز للرعاية أكبر دار رعاية صحية في بريطانيا، حصة تصل الى 26 بالمائة من مخازن سينسبري و25 بالمائة من شركة سوق الاسهم في لندن والحصة الاكبر في كاناري وورف التي كان الوليد بن طلال يفتخر بجزء من ملكيتها. وعلى الرغم من غيرة المصرفيين البريطانيين تجاه الاستثمارات القطرية إلا أنهم لا يتوانون عن العرفان للقطريين على إستثمارات في بنك باركليز بأكثر من بليون جنيه إسترليني أنقذت البنك من أن يشرف عليه بنك انجلترا المركزي.

وبالطبع المشرف والمهندس على هذه الاستثمارات لم ينس أن يتمتع ببعض الرفاهية فهو يمتلك عشا فاخرا في أغلى مبنى في العالم حيث لديه شقة علوية بلغت قيمتها مائة مليون جنيه إسترليني في رقم واحد في شارع نايتسبريدج وبالطبع هناك من هو يملك عشا أخر في نفس المبنى تبلغ قيمته 140 مليون جنيه استرليني ويعرف الجميع أن المالك هو بالطبع قطري كذلك لكنه أغنى فرد في عائلة آل ثاني.

الاستقرار الخارجي

تلعب المملكة العربية السعودية دورا كبيرا في الساحة القطرية ليس فقط باعتبارها الجارة الكبرى بل أيضا لارتباط قطر قبليا ومذهبيا بنجد، فالشعب القطري تمتد جذور معظم أهله إلى هناك وعلى الأخص بقبيلة تميم وهم يتبعون المذهب الحنبلي وقريبون من دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لكن يمكننا رؤية نفوذ الشيخ يوسف القرضاوي داخل قطر على الرغم من أن المواطن القطري العادي يحترم القرضاوي لكنه يفهم البعد السياسي لوجود القرضاوي. لذا تجد أن القطريين لا يزالون يتبعون في تفاصيل عباداتهم الرؤية السلفية وكثيرا ما يحصل شيوخ سلفيون سعوديون على حصة إعلامية جيدة في التلفزيون القطري تكاد تكون أكثر من حصص الإخوان المسلمين ممثلين بالقرضاوي وإن كان القطريون يستعملون القرضاوي في خططهم السياسية الخارجية أكثر منها في شؤونهم الداخلية القطرية.

أحد المخاطر التي تحيط بدولة قطر إشتعال حرب بين إيران والخليج وعلى الرغم من العلاقات الوثيقة بين قطر وايران وطول الجفاء بينها وبين السعودية إلا أن العلاقات تحسنت بصورة كبيرة خاصة بعد أن تقبل الشقيق الكبير بأن يشارك شقيقه الصغير في لعب أدوار مهمة وأن يتقاسم الشقيقان الأدوار في المنطقة فقطر بعلاقاتها الوثيقة مع إيران تهدأ من إنفعال تابع ايران في لبنان حزب الله وتسهم في ملء الفجوة بين سوريا والسعودية ليصلوا إلى مصالحة بمساهمة كويتية.

تغضب الجهود القطرية إيران وخاصة المواقف القطرية الإخيرة عبر محطة الجزيرة التي يدعي القطريون عدم تدخلهم في سياساتها التحريرية وكأنها محطة تلفزيون خيرية. وتشير التقارير إلى أن وزير خارجية ايران علي أكبر صالحي حمل خلال زيارته الاخيرة إلى الدوحة امتعاضا إيرانيا من الزيادة \"الخجولة\" في جرعة التثوير والتحريض ضد نظام بشار الاسد. ويشعر القطريون بالخشية من أن تؤثر مواقفهم الإعلامية على التعاون مع إيران في حقول الشمال التي تواجهها حقول فارس المليئة بالغاز ضمن الحدود البحرية الإيرانية، ولولا العلاقات الوثيقة مع إيران والسياسة القطرية المتمهلة في التشدد ضد إيران لما تمتعت قطر بإستثمار احتياطياتها بكل سهولة. ولا يغفل المراقبون كيف أن إيران ترسل بين فينة واخرى رسائل إثبات وجود فالقوارب الإيرانية العسكرية تقترب من الحقول القطرية وضمن المياة القطرية وبعد ان تعتب قطر دون ضجيج يعتذر الإيرانيون بأن المشكلة أن الحقول القطرية والإيرانية متداخلة بينما الحقيقة أن البلدين يشتركان في حقل كبير كل منهما يسميه حسب رغبته ولم يكتشفا ذلك في وقت ترسيم الحدود المائية حيث لم يعلم الشاه ولا أمير قطر آنذاك أن حقل الغاز الكبير يمتد من أمام بر عربستان إلى داخل شبه الجزيرة القطرية.

القارئ للواقع القطري قد يجد العذر لحاكم قطر بأن لا يصعد موقفه ضد إيران، لكنه وخشية على نمو بلاده الإقتصادي وإزدهار بلاده لا يريد أن يدخل في معارك قد يربحها بالعون الغربي والخليجي لكنه لن يستطيع الوقوف أمام المنغصات الإيرانية المستقبلية.

ولعلاج ذلك ولكي لا تصبح قطر رهينة للمزاج الإيراني المتقلب يقوم أمير قطر الان باتباع الإستراتيجية التي ذكرناها سابقا وهي جعل قطر تسير على النموذج النرويجي في أن تصبح البلاد مستغنية عن أموال النفط والغاز في تسييرها لميزانياتها وإحتياجاتها النقدية وأن تعتمد على مردود استثماراتها الخارجية في سد حاجات مواطنيها بينما تذهب أموال الغاز والنفط للإستثمارات فقط. وذلك سيجعل قطر تتحمل وقتا طويلا من الصراع العسكري الذي قد يؤثر على إنتاج حقولها الشمالية، وللوصول إلى ذلك الهدف وقد لا يبدو بعيدا يجب على الأمير الإبتعاد عن الإستثمار في المشاكل السياسية ودعم دول غير مستقرة وحركات ثورية غير مربحة ماليا إلا لو كان تفكيره بعيدا جدا في الاستثمار في دعم المجلس الإنتقالي الليبي والذي قد يحكم يوما ليبيا ويفتحها أمام الاستثمارات القطرية التي تعاني كثيرا في سوريا من ابتزاز الطبقة الحاكمة هناك.

يبدو الموقف القطري الاخير في إرسال خمسمائة جندي الى البحرين لمساعدة نظامها المهدد تقدما كبيرا في العلاقات بين البلدين من جهة خاصة وأن البلدين خرجا من معركة قانونية طويلة حول جزر حوار توجت بحيازة البحرين للجزر وحصول قطر على مكاسب بسيطة لا تقارن بما حصلت عليها البحرين. لكن الموقف القطري بالوقوف الى جوار أسرة آل خليفة ليس فقط فزعة عربي لشقيقه بل ايضا اقتناع قطري بالخطر الإيراني على دول الخليج حتى ولو كانت العلاقة القطرية الإيرانية ممتازة.

كان لإرسال القطريين جنودهم للبحرين أبعادا أخرى أهمها أن آل ثاني يعرفون جيدا أن سقوط البحرين ضمن المشروع الفارسي سيكون أولى حلقات هذا المشروع حيث ستتبعه قطر التي هي أقرب لإيران من البحرين. وحينما سئل أحد الدبلوماسيين القطريين في ندوة مغلقة في أحد مراكز الدراسات البريطانية حول ما هي أسباب التوتر في العلاقات المتكررة بين قطر والبحرين وأحيانا الإمارات قال أن قدر الأسرة الحاكمة في قطر هو أن يستمر آل خليفة غاضبون لفصل البريطانيون قطر عن البحرين واعتبار آل ثاني حكامها حتى لو كان هذا الأمر قديما. وحول العلاقات مع الإمارات لا يبدو أنها ستتوتر في المستقبل إلا لو تعثر أمر حل الحدود البحرية في منطقة خور العيديد مع السعودية والامارات والتي تجمد الحكومات الخليجية اثارتها في الوقت الراهن.

الاستقرار الأمني

هناك عوامل قد تؤثر على النفوذ والاستقرار القطري أهمها الموقف الاميركي من التواجد العسكري في قاعدة العيديد، فحين وصول اوباما إلى البيت الأبيض ومحاولته تطبيق تعهداته بالانسحاب من مناطق عديدة في العالم وتقليص الإنفاق العسكري الاميركي وضع القطريون أيديهم على قلوبهم خوفا من إغلاق قاعدة العيديد. وتشير المصادر إلى أن القطريين تعهدوا بدفع كافة تكاليف بقاء العيديد أميركية السكن والاستعمال.

ويبدو أن المساعي القطرية كللت بالنجاح إلى فترة زمنية مقبلة ويمثل هذا التواجد ضمانة أمنية مهمة لقطر ضد أية اطماع من الجيران، وايضا يجعل النظام يبدي مواقف سياسية متفردة ومستقلة معتمدا على محدودية الأضرار الخارجية لوجود داعم أمني قوي يتمثل في القوات الاميركية.

قد يتساءل البعض: لماذا ترسل قطر ستة طائرات قتالية لتحرر ليبيا من صديقها السابق القذافي وما الذي يدعو قطر ان تستنفر إمكانياتها ضد دولة بعيدة عنها ونظام حكم شمولي مماثل لنظامها؟

بعض المحللين الغربيين لديهم إجابة جاهزة وهي أن ذلك رسالة إلى الجيران الكبار بأن قطر شبت عن الطوق وأيديها وصلت بمباركة دولية الى بقاع أبعد من حدودها بحرية كانت أو برية، هذا التحليل الغربي غريب جداً فهل ست طائرات سيجعلن الجيران يخشون من قطر، الحقيقة هي أن الرسالة ليست عسكرية بل سياسية.

الأمر الامني الأخر هو انتقام المتضررين من الجزيرة والذي يعد أحد العوامل التي تؤرق صانع القرار القطري فقد نبهت أجهزة أمنية قطرية مؤخرا أبناء الأمير إلى مؤامرة لتصفية أحدهم من قبل عصابة قتلة صربية تم استئجارها من قبل العقيد القذافي. وتشير المصادر إلى أن الإمارات العربية المتحدة ساعدت في القبض على بعض أفراد العصابة. ويبدو أن هذه المعلومات تشير إلى أن للجزيرة ثمنا غير المال والقلق السياسي وإغلاق السفارات وينتظر أن يتصاعد الأمر إلى أبعاد أخرى بسبب التدخل العسكري القطري وتضييق الخناق على العقيد الليبي الذي عرف عنه عنفه مع معارضيه خاصة وأن الأمر يتعلق بحياته.

ومن العوامل التي تقلق القطريين هي التحركات داخل المؤسسة العسكرية وتغير التحالفات وارتباط ذلك بلعبة الحكم والخلافة على الرغم من أن كثير من المؤشرات ترى بارتياح سيطرة الأمير لا تزال قوية وتفاعل ولي العهد مع المستقبل تؤشر بالهدوء والإستمرارية.

الخلاصة

في النهاية لا نجد أمامنا سوى احتمالات مهمة تقلق مستقبل قطر وتعتمد كثيرا على وجود صراع إيراني خليجي يجعل من قطر في خضمه وضحية له، وقد يكون هذا الصراع الآن مستترا في أماكن عديدة وظاهرا للعيان في البحرين إلا أن وقوف قطر ضمن مجلس التعاون الخليجي ضد المطامع الإيرانية قد يحدد قوة علاقاتها مع إيران فقد راهنت قطر كثيرا على أنها تستطيع أن تلعب على منتصف الحبال لكن إيران هي من يحاول خض الحبال وقد يطيح ذلك بمحاولة القطريين الوقوف في المنتصف وهذا ما يبدو للعيان وخاصة في الموقف القطري الإعلامي من سورية والأحداث الأخيرة فيها.

بالنسبة للخطر السعودي فيبدو الأمر بعيدا في الوقت الراهن خاصة أن العلاقة تحسنت كثيرا بل أن هناك مشاريع عمل غير معلنة بين الجانبين وينتظر أن يتوج التعاون بمشاريع إقتصادية كبيرة كمد أنبوب الغاز القطري عبر السعودية ودخول مؤسسات الاستثمار القطرية سوق ضخمة كالسوق السعودية وذوبان الثلج بين عائلتي آل ثاني وآل سعود. والسياسة السعودية في الوقت الراهن ترحب كثيرا بالعمل الخليجي المشترك ما دام أنه يصب في مصالحها. ونقاط الالتقاء القطرية السعودية تكبر يوما بعد يوم على الرغم من الحديث السعودي عن المغامرات غير المحسوبة للقطريين وخاصة في ليبيا ولبنان وغيرها. كما أن السياسي السعودي اصبح أكثر قبولا لوجود أخ شقيق قد يصغره حجما لكن قد يشاركه في القيام بأدوار مهمة في المنطقة ويتوقف الأمر على نجاح المسؤولين السعوديين والقطريين في الاقتراب من صياغة استراتيجيات بعيدة المدى ضمن مجلس التعاون لمواجهة التحديات الإستراتيجية.

يبقى أمامنا من عوامل تهديد الإستقرار القطري الوضع الداخلي فشعبيا لا يمكن رؤية أي ملامح للتململ ضد حكم أمير قطر بل على العكس هناك تأييد جارف نتيجة للنجاحات الاقتصادية والسياسية ويمكننا فقط رؤية خطر واحد هو في مرحلة \"ما بعد حمد\"، حيث أن مسألة الخلافة التي يراها كثير من المراقبين ما يهدد مستقبل قطر كدولة بدأت تستمتع بثروتها وتفخر بنجاحاتها. ولإنهاء هذا الخطر فإن آل ثاني بمختلف أفرعهم وإختلافاتهم يمكنهم من وأد وإقفال باب هذا الخطر بوقوفهم وراء من يختارونه أو قد أختاره لهم الأمير. وهنا نرى أنه حتى من يسمون بالعائلات الحاكمة الديكتاتورية والتي تحكم بملك عضوض تحتاج كي تستمر في الحكم أن تؤمن بالديموقراطية ولو كانت فقط ضمن دائرتها المصغرة ولا علاقة للمواطن بها في دولة لا تختلف عن السعودية في شيء فلا يوجد فيها من العمل السياسي الديموقراطي سوى مجلس بلدي منتخب وإن زاد عن الحالة السعودية بحق المرأة في الإنتخاب.

المصدر : ميدل ايست أونلاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق