2014-01-02

البحث عن عدو.. #سبايدر و #ابله_فاهيتا و #فودافون ومانديلا

البحث عن عدو.. 

سبايدر و ابله فاهيتا و فودافون و مانديلا


لست من الثوار، ولكني أتشرف بصداقات واحترام متبادل مع كثير منهم، وأرجو أن يتقبلوا نقدي هذا بصدر رحب.. لأنهم هم الذين جعلوا لشخصيات مثل سبايدر قيمة و جمهور. والحقيقة ان محدش من معارضي يناير من اللي بيقولوا عليهم "فلول" ، كان يعطيه أي أهمية.. 
الثوار هم اللي مسكوا في حاجات تافهة..  لأنهم تقريبا مكانوش لاقيين حاجة عليها القيمة يمسكوا فيها.
"شيطنة النظام السابق" و "شعوذة الفلول" كان أهم عند الثوار من الثورة التي خروجوا من أجلها... لكن الحقيقة ان النظام السابق لم يكن شيطانا و "الفلول" لم يكونوا مشعوذين ولا متابعين لنظريات المؤامرة و شفرات الاعلانات..
كان المهم هو خلق شرعية يناير "الطاهرة" في مقابل النظام " المجنون"
شرعية بنيت على نقطتين لا ثالث لهما: انهم ضحايا النظام، و أن كل النظام فاسد شيطاني... وبالتالي نخبة يناير هم وحدهم الورثة الشرعيون.. ومن ليس معهم فهم عبيد وفلول..

لو كان النظام فعلا على نفس درجة الشيطنة التي حاول بعض الثوار تصويرها قبل و اثناء و بعد يناير، لما بذلوا أدنى جهد في متابعة سبايدر و فاهيتا و التسجيلات المسربة... ولما انزلقوا خلف الاخوان الذين اختزلوا كل أهداف الثورة في شعارات القصاص من عدو مجهول.. ولما خدعوا الشعب بقصص عن نصيب الفرد من "الثروات المنهوبة".
اليوم لا احد ممن يطلقون عليهم "الفلول" يهتم بمتابعة المغير و عبدالرحمن عز و محمد الجوادي و أم أيمن وعلاء صادق و غيرهم من مجانين الاخوان... النسخ الاخوانية من سبايدر.
ليه؟ لان محدش محتاج يثبت ان الاخوان من أول بديع ومرسي و حتى المغير و عز هم شياطين مارقين فاسدين ، وان الثورة عليهم شرعية و مبررة بل و واجبة.

انتو اللي كنتو عاوزين أدلة تبررون بها تصرفاتكم امام الشعب.. 

و للأسف مابتعرفوش تختاروا معركتكم .. 

فلما صمت كل رموز النظام و لم يقاوموا و استسلموا لحكم القضاء، بحثتم عن عدو يبرر وجودكم كأبطال.. هرولتم خلف سبايدر.. و حزمة الجرجير.. و حكايات الماسونية.. و الحظاظات .. والخ.

نفس القصة مستمرة لليوم... عاوزين يثبتوا ان الدولة "عبيطة" و ان "الفلول" رجعوا .. وهم وحدهم الأذكياء  الأنقياء الأطهار.. متجاهلين ان الدولة تخوض معركة حقيقية ضد الارهاب، أكبر من ابله فاهيتا و سبايدر، وأنه بالرغم من ثورة يونيو التي قالوا أنها "ثورة الفلول" فان رموز النظام الذي ثاروا عليه في يناير لا يزالون خارج مصر أو في السجون... وحتى من خرج منهم من السجن فقد لزم بيته وأمسك لسانه (صفوت الشريف وفتحي سرور و زكريا عزمي وأحمد نظيف و مفيد شهاب و علي الدين هلال و الجبلي و جرانة و المغربي ... مجرد أمثلة) .. 

لازم كل يوم يحاولوا اثبات ان يناير على حق .. وهو ما يعني ببساطة محاولة اخفاء أخطائهم في يناير.. وبالذات تحالفهم مع الاخوان.

و لنفس الاسباب ، لم و لن يظهر مانديلا في مصر..
عشان يكون فيه تسامح حقيقي، لازم يكون فيه ظلم حقيقي!
عشان يظهر مانديلا، لازم يكون الثائر في الاصل مضطهدا بالفعل!
لا أحد يجادل في عنصرية نظام جنوب افريقيا ، ولذلك كان سهلا أن يقتنع الناس بزعامة مانديلا، وقيادته الشعب نحو التسامح والمصالحة.. لكن ما فعله النظام العنصري في 300 سنة لا يقارن بثلاثين سنة من حكم مبارك أو حتى ستين سنة من نظام يوليو..
ولهذا لم تأت نخبة يناير "بالكفاءات" اللي كان مبارك "دافنها".. ولم يحدث على يدها أي تطور فكري في السياسات الاقتصادية و أكل العيش للشعب اللي وعدوه بالجنة...
سبب غياب المصالحة والتسامح بعد ثورة يناير هم الثوار انفسهم ، الذين اندفعوا خلف الاخوان في البحث عن عدو و الانتقام منه ..
قليل مما ادعوه كان حقيقة... فكان التسامح رفاهية لا يملكونها..
التسامح يحتاج للصدق...  ولكن كان لابد أن تتضخم الاكاذيب...
المصالحة تلزمها المصارحة... لكن بعض الشرعية بنيت على الخداع.. من أول السبعين مليار دولار والمقابر الجماعية تحت الأرض في أمن الدولة اللي اقتحمه "الثوار"، و لغاية ضحايا سبايدر و شفرات ابله فاهيتا في اعلان فودافون..

و لذلك تنهار شرعية "الشباب الطاهر والنقي" سريعا بعد يونيو.. لأنهم مشغولون بالمعارك الخطأ و التحالفات الخطأ..

عموما، النائب العام أحال بلاغ أحمد سبايدر و بلاغ مصطفى النجار للتحقيق في نفس اليوم.. خلينا نخلص بقى من السذاجات دي و نركز في المهم و في المستقبل..

لا سبايدر نجم شعبي و لا النجار قائد ثورة يناير.. مجرد أشخاص يبحثون عن الشهرة و يحبون الأضواء .. يستخدمهم اعلاميون يبحثون عن الاثارة و ايرادات الاعلانات.. وكلهم يسيؤون لشرفاء خرجوا بدافع الوطنية و بغرض الاصلاح في 25 يناير و 30 يونيو.. 


===================

ملاحظة: لو مش عاجباك التدوينة دي، يمكن تلاقي دي أحسن شوية.. نشرتها في مايو 2013:
من التخوين الى التثوير
http://egyptconsultant.blogspot.com/2013/05/blog-post.html

أو يمكن دي .. اللي كتبتها في  ديسمبر 2011:
الحقيقة وراء 25 يناير
http://egyptconsultant.blogspot.com/2011/12/25.html

===================

ملاحظة تانية: أنا عمري ما شفت سبايدر ده، ولا ضيعت وقتي في متابعة فيديوهات فاهيتا.. فيه حاجات كتير أهم في البلد .. الدستور والارهاب و الاقتصاد. 

الغارقون في الماضي ليس لهم مكان في المستقبل. ما فات مات، و ما مضى لن يعود، و لم يعد هناك وقت نضيعه في معارك عبثية 


أحمد سرحان...
أول يناير 2014